[قرآن مسيلمة الكذاب]
  فيقال لهذا الجاهل السخيف: أرأيت لو أن بعض سخفاء الكُتَّاب المتأخرين في البلاغة كتب كتابا يظن اللفظ ساقط المعنى، ثم يذكر أنه عارض به رسائل المتقدمين في صناعة الكتابة، ثم اعتذر بما اعتذرتَ به، فقال: يجب أن لا يتفاضل الاعتقاد فيهما فيعظم كلامه، ويصغركلامي، هل يكون جوابه عند أهل المعرفة بهذا الشأن إلا التبسم والاستسخاف لعقله ومعرفته؟!
  وأما قوله: «وليكثر من تلاوته كما أكثر من تلاوة الآخر ...» إلى آخر الفصل، إلى ذكره المأكول والمشروب والمنكوح، كلام جاهل بالعبارات، أو متجاهل.
  لأن المعلوم من أحوال الناس وعاداتهم التي لا تكاد تخفى على المراهقين فضلا على البالغين المحصلين: أن الاكثارمن الشيء تلاوة كانت فيما يتلى، أو شربا فيما يشرب، أو غير ذلك يوجب الملال، ويسبب السآمة، ويصور المتلو والمشروب والمأكول والمنكوح يصوره بما يستقل، لهذا يعدل الانسان في هذه الأمور من شيء إلى شيء، مستريحا إلى الثاني عند الملال من الأول، ولهذا يستكثر من ألوان الطبيخ.
  ولهذا يعدل في النكاح عن الحلال الحاصل إلى الحرام المستحدث، وربما كان من يتمكن الانسان منها أَصْبَحَ وجها ممن لا يتمكن،