[الباطنية]
  فابتعث الله سبحانه نوحا صلى الله عليه يدعوهم إلى التوحيد، وخلع الأصنام والأنداد، ولبث فيهم كما قال تعالى: {أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا}[العنكبوت: ١٤]. فغرقهم الله تعالى بالطوفان حين علم أنهم لا يصلحون. ونجا نوحا صلى الله عليه ومن معه.
  ثم كانت الفترة بين نوح وإبراهيم صلى الله عليهما على ما يقوله المؤرخون نحو سبعمائة عام. وإنما كانت هذه المدة نحو تلك، لأن الغرق أعاد حال نوح إلى نحو حال آدم صلى الله عليهما وظهور أمره، وابتداء البشر منهم. مع أنه لم يكن بقي من الكفار أحد، إلا أن الناس كانوا قد عرفوا عبادة الأصنام، واتخاذ الأنداد من دون الله ø، فأسرعوا بعده في الكفر، وعبادة الأصنام.
  وكان الله تعالى قد بعث هودا إلى عاد لما ازداد تمردهم، وصالحا صلى الله عليهما بعثه إلى ثمود.
  ثم لما ازداد الكفر ظهورا وانتشارا، ابتعث الله ø إبراهيم صلى الله عليه فدعاهم إلى الله تعالى، وكسر أصنامهم، ونبههم على خطأ أفعالهم، وجدد لهم الذكرى، وأنزل الله ø عليه الصحف.
  وبعث لوطا صلى الله عليه إلى قوم مخصوصين، حين ازداد عتوُّهم، واستحدثوا من الفاحشة ما لم يكن قبلهم.