منهج المستوى الثاني الإبتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

المختصر المفيد في معرفة رب العبيد

صفحة 29 - الجزء 1

  ومن الأدلة على إمامته: قوله تعالى: {أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ}⁣[يونس ٣٥].

  وهو الذي قال: (لو ثنيت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم، وأهل الإنجيل بإنجيلهم، وأهل الزبور بزبورهم، وأهل الفرقان بفرقانهم ..) الخ الخبر⁣(⁣١). والإمام متبوع غير تابع، ولو كانت الولاية في غيره لكان العكس.

  ومن الأدلة على ولايته حديث الغدير⁣(⁣٢): وهو قوله ÷:


(١) هذا الخبر رواه الإمام الموفق بالله # في الاعتبار وسلوة العارفين [٤٥٢] رقم (٤٩٩) بلفظ: (والله لو كسرت لي الوسادة ثم جلست عليها لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل الفرقان بفرقانهم، حتى يرجعوا إلى اللّه ø، والله ما من آية نزلت في بر ولا بحر ولا سماء ولا أرض ولا ليل ولا نهار إلا وأنا أعلم متى نزلت، وفي أي شيء نزلت، وما من رجل من قريش جرت عليه المواسي إلا وأنا أعلم أي آية نزلت فيه أتسوقه إلى جنة أم إلى نار). وروى البخاري في التاريخ الكبير [٨/ ١٦٥] رقم (٢٥٧٠): عن علي قال: (ما فِي القرآن آية إلا أعلم أين أنزلت فِي سهل، أو جبل، أو بليل، أو بنهار)، وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق [٢٧/ ١٠٠]: (سلوني عن كتاب الله ø فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل أنزلت، أو بنهار، أو في سهل، أو جبل). وثَنْيُ الوسادة وكسرها: وضع بعضها على بعض فترتفع فيجلس عليها كما يُصنع للأمراء والأكابر، وهو كناية عن التمكن في الأمر.

(٢) خبر الغدير متواتر روته طوائف الأمة: فأما أهل البيت $ فإجماعهم عليه ظاهر مشهور، ومؤلفاتهم ترويه وتحتج به، وكذلك شيعتهم ¤؛ قال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # في لوامع الأنوار: «وخبر الموالاة معلوم من ضرورة الدين، متواتر عند علماء المسلمين، فمنكره من الجاحدين. أما آل محمد À فلا كلام في إجماعهم عليه. قال الإمام الحجة، المنصور بالله عبد الله بن حمزة #، في الشافي: هذا حديث الغدير ظهر ظهور الشمس، واشتهر اشتهار الصلوات الخمس.

وممن رواه من المخالفين: ابن ماجه في سننه [١/ ٤٥] رقم (١٢١)، وأحمد ابن حنبل في الفضائل [٢/ ٥٩٦] رقم (١٠١٦)، والنسائي في سننه [٧/ ٤٣٩] رقم (٨٤١٩)، وابن حبان في صحيحه [١٥/ ٣٧٦] رقم (٦٩٣١)، والطبراني في الكبير [٥/ ١٧٠] رقم (٤٩٨٣)، والحاكم في المستدرك [٣/ ٦١٤] رقم (٦٢٧٢)، وغيرهم كثير، وتتبعُ رواياته وطرقه يستوعب المجلدات الكبار، قال عنه الذهبي ما لفظه: «رأيت شطره، فبهرني سعة رواياته، وجزمت بوقوع ذلك» [سير أعلام النبلاء: ١٤/ ٢٧٧] ترجمة رقم (١٧٥)، وقال أيضًا: ومتنه فمتواتر. [سير أعلام النبلاء: ٧/ ٣٣٣] ترجمة رقم (١٢٥٧)، بل وأفرد له مؤلفًا سماه: طرق خبر من كنت مولاه فعليٌّ مولاه. وعده السيوطي من =