تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون}

صفحة 491 - الجزء 2

  قوله تعالى: {وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ ما لا يَرْجُونَ}⁣[النساء: ١٠٤]

  قيل: إن هذا نزل في بدر الصغرى وقد كانوا تواكلوا لما أصابتهم⁣(⁣١) الجراح.

  ثمرة ذلك:

  وجوب الجهاد⁣(⁣٢)، وأنه لا يسقط بما حصل من المضرة من الجراح ونحوه، وأن التجلد وطلب ما يقوي لازم، وما يحصل بها الوهن لا يجوز فعله، وتدل على جواز المعارضة والحجاج لقوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما} وتدل على أن للمجاهد أن يجاهد لطلب الثواب لقوله تعالى: {وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ ما لا يَرْجُونَ} فجعل هذا سببا باعثا على الجهاد، هذا معنى كلام الحاكم⁣(⁣٣)، ونظير هذا لو صلي لطلب الثواب، أو السلامة


(١) في (ب): أصابهم.

(٢) ابتداء الآية أوجب طلبهم من غير تقدم سبب. حاكم (ح / ص).

(٣) ولفظ الحاكم في التهذيب {وَلا تَهِنُوا} أي لا تضعفوا أيها المؤمنون، وتجبنوا عن جهاد عدوكم من الكفار بما نالكم {وَلا تَحْزَنُوا} أي لا تغتموا بما لحقكم من الهزيمة، وظهور أعدائكم، وقيل: لا تضعفوا بما نالكم من الجراح، وتحزنوا على ما نالكم من المصائب بقتل الإخوان، وقيل: {لا تَهِنُوا} بما نالكم من الهزيمة، {وَلا تَحْزَنُوا} على ما فاتكم من الغنيمة {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ} يعني: الظاهرين الغالبين عليهم في العاقبة {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} قيل: معناه الإيمان يوجب تلك الحال التي وصفت، يعني من كان مؤمنا فلا يهن ولا يحزن، وقيل: إن كنتم مصدقين بوعد الله، ووعد رسوله بالنصر لكم، وقيل: معناه {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، لأنهم لو لم يكونوا مؤمنين ما كانوا غالبين.