تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {من أنصاري إلى الله}

صفحة 62 - الجزء 3

  لعب الزمان بها وغيرها ... بعدي سوافي المور والقطر

  بخفض القطر، ولو عطف على المعنى لرفع القطر.

  التأويل الثالث: ذكره جار الله قال: الأرجل مغسولة، ثبت غسلها بقراءة النصب وقراءة الجر عطف على الممسوح لا ليمسح، ولكن لينبه على وجوب الاقتصاد في الماء وصبه عليها، وجيء بالكعبين إماطة لظن ظان يحسبها ممسوحة لأن المسح لم يضرب له غاية في الشريعة.

  التأويل الرابع: أنه أراد المسح على الخفين عند من قال به؛ لأنه يقال: قبل رجل الأمير وإن قبل الخف.

  وأما توجيه من قال بوجوب المسح فقد رجح ما أفادته قراءة الجر، وهم الإمامية، والشعبي، وقتادة، وعكرمة؛ لأن العطف على الرءوس هو الأسبق فتأولوا قراءة النصب بأن قالوا: هي عطف على الرءوس، ومحلها النصب، وقد ورد ذلك في الشعر، قال:

  معاوي إننا بشر فأسجح ... فلسنا بالجبال ولا الحديدا

  فعطف الحديد على محل الجبال، وقول الآخر:

  إذا كانت الهيجاء وانشقت العصا ... فحسبك والضحاك سيف مهند

  نصب الضحاك بالعطف على محل الكاف⁣(⁣١) في حسبك، وموضعه النصب.

  وأما من جمع بينهما وهم الناصر ومن معه، فجعلوا الآية دلالة على المسح مع قراءة الجر، ودلالة على الغسل مع قراءة النصب، والقراءتان كالآيتين، إحداهما توجب المسح، والأخرى توجب الغسل.

  وروي أنه ÷ قد مسح ثم غسل.


(١) في نسخة (عطفا على موضع الكاف ..)