تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين}

صفحة 157 - الجزء 1

  عنه ÷: (لو لم يستثنوا لما بينت لهم إلى آخر الأبد) يعني: لو لم يقولوا في السؤال الآخر: إن شاء الله، لدام تحيرهم، وهذا كما قال تعالى في سورة الكهف: {وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ}⁣[الكهف ٢٣ - ٢٤] وسيأتي إن شاء الله تعالى زيادة بيان.

  ومنها: أنه لا يجوز السؤال على وجه التعنت، وعن النبي ÷: (لو اعترضوا أدنى بقرة فذبحوها لكفتهم، ولكن شددوا فشدد الله عليهم)⁣(⁣١).

  وفي الحديث عنه ÷: (إياكم والأغلوطات)⁣(⁣٢).

  والسؤال منقسم إلى أقسام:

  الأول: لطلب الفائدة، فهذا محمود، ولكن له آداب

  الثاني: قبيح، وهو لطلب التطاول بإفحام المسؤل، وإبانة عجزه.

  الثالث: جائز، وهو أن يكون طلبا للاختبار، ممن يحتاج إلى اختباره، من داع إلى الإمامة، أو طالب الحكم، أو متصد لتدريس، ونحو ذلك.

  ومنها: ثبوت القود؛ لأن في القصة أنه قتل القاتل.

  ومنها: أخذ الجماعة بالواحد؛ لأن في إحدى الروايات أن القاتل اثنان، وسيأتي بيان هذا الحكم إن شاء الله تعالى.

  ومنها: أن القاتل عمدا لا يرث، وعنه ÷: (لا ميراث لقاتل بعد صاحب البقرة).


(١) قال ابن حجر في تخريج الكشاف (ابن مردويه، والبزار، وابن أبي حاتم، كلهم من طريق الحسن، عن أبي رافع، عن أبي هريرة مرفوعا ... الخ.

(٢) أخرجه أبو داوود ٣/ ٣٢١ رقم ٣٦٥٦. والاغلوطات: هي المسائل الشديدة الصعبة، وهي المسائل التي يغالط بها العلماء ليزلوا فيها، فيهيج بذلك شر وفتنة، وإنما نهي عنها لأن الغالب فيها أنها تكون غير نافعة. (ح / ص).