قوله تعالى: {يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم}
  فقال ÷: «يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه» فراجعه وقال: والذي بعثك بالحق لئن رزقني الله مالا لأعطين كل ذي حق حقه، فدعا له، فاتخذ غنما فنمت كما تنمى الدود حتى ضاقت بها المدينة فنزل واديا وانقطع عن الجمعة والجماعة، فسأل عنه ÷ فقيل: كثر ماله حتى لا يسعه واد، فقال: «يا ويح ثعلبة» فبعث ÷ مصدقين ومرا بثعلبة وسألاه الصدقة وأقرءاه كتاب رسول الله ÷ الذي فيه الفرائض، فقال: ما هذه إلا أخت الجزية، وقال: ارجعا حتى أرى رأيي، فلما رجعا قال لهما ÷ قبل أن يكلماه «يا ويح ثعلبة مرتين» فنزلت، فجاء ثعلبة بالصدقة، فقال: إن الله منعني أن أقبل منك، فجعل التراب على رأسه، فقال: «هذا عملك قد أمرتك فلم تطعني» فقبض رسول الله ÷ فجاء بها إلى أبي بكر فلم يقبلها، وجاء بها إلى عمر في خلافته فلم يقبلها، وهلك في زمن عثمان.
  وقيل: قتل لثعلبة قريب فأخذ ديتيه فمنع حق الله، وقيل: كان له مال في الشام حلف بالله لئن آتاه الله من الفضل، يريد المال ليصدقن، فأتاه الله ذلك المال، فلم يفعل.
  وقيل: نزلت فيه وفي غيره من المنافقين، قالوا ذلك.
  قال الحاكم: إن قيل: كيف لم تقبل صدقته وهو مكلف بالتصدق؟ أجاب بأن ذلك يحتمل أن الله تعالى أمر بذلك كيلا يجترئ الناس على نقض العهد، ومخالفة أمر الله، ورد سعاة رسول الله، ويكون لطفا في ترك البخل، كما روي أنه ÷ لم يصل على رجل مات وعليه دين حتى ضمن بالدين.
  وقيل: إنه لم يؤد الصدقة تقربا بل تفاديا، والصدقة طهرة، ولم يرد ثعلبة ذلك.
  وقال المنصور بالله: ثمرة الآية وسبب نزولها أحكام: