تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون}

صفحة 470 - الجزء 3

  أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ}

  هذه الآية الكريمة قاضية بنفي الحرج وهو الإثم على من ترك الجهاد لهذه الأعذار؛ بشرط النصيحة لله ولرسوله.

  وقد فسر الضعف بالعجز لكبر أو زمانة، أو ضعف بنية.

  وفسر المرض: بأن يقعده، وتدخل فيه كل علة.

  قيل: لا إن كان خفيفا لا يقعد، وهل يفسر بأن يؤلمه الخروج، أو بأن يخشى زيادة علة كما قيل في التيمم، لعل الأول أرجح قياسا على الضعفاء⁣(⁣١) ......

  والعذر الثالث: عدم الوجود لما يحتاج إليه من النفقة والمركوب ذكره الحاكم، وقد ذكر في شرح القاضي زيد أن الراحلة شرط في الجهاد، وهل يأتي الخلاف الذي في الحج فيمن كان قويا على المشي هل يقوم مقام الراحلة⁣(⁣٢) ... وقد تقدم ما قيل في قوله تعالى: {انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً} وإنما ينتفي الخروج إذا نصحوا لله ولرسوله.

  {نَصَحُوا لِلَّهِ} أي: نصحوا أولياءه.

  وقيل: بالموالاة لهم، وأن يريد لهم مثل ما يريد لنفسه عن أبي مسلم، وقيل: بالدعاء لهم، ونفع أهل الخارجين بما أمكن.

  وقيل: بالدعاء إلى الله.

  قال الحاكم: وفي الآية دلالة على أن النصح في الدين واجب، وأنه


(١) بياض في الأصل.

(٢) بياض في الأصل.