تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطؤن موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح}

صفحة 486 - الجزء 3

  فعن قتادة: هذا خاص برسول الله لا يتخلف أحد عنه إلا لعذر. وأما مع سائر الأئمة فيجوز التخلف إلا لضرورة تحصل فيتخلف أو يطالبه الإمام.

  وعن ابن زيد: هذا في أول الإسلام لقلة أهله، فأما الآن فقد كثروا، ويجوز التخلف، وهذا منسوخ بقوله تعالى: {وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً}.

  وعن الأوزاعي وابن المبارك: هي لأول أمة وآخرها.

  الثاني: أن ما حصل به غيظ الكفار: عد من الجهاد، وأنه يدخل في قوله تعالى: {وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً}.

  وقد حكي عن الهادي # أنه إذا قصد غيظ الظالم فقط وعرف أنه لا يضره بغير ذلك، قال: هذا مما يثاب عليه، وهو يناسب قوله ÷: «من انتهر صاحب بدعة ملأ الله قلبه أمنا وإيمانا».

  وعن المؤيد بالله: إن هذا غير مقصود، ولا يثاب عليه، مع تيقن عدم المضرة.

  ومما اتفق لي: أني رأيت عابد اليمن وزاهدهم إبراهيم بن أحمد الكينعي ¦ وقد حصل نفي الباطنية من بيت غفر وهو يخرب جدرات في مزارع الملاحدة وقال لي: فعلت ذلك للدخول فيما تضمنته الآية، إن ذلك ليغيظهم.

  الحكم الثالث: أن دخول المدد أرضهم بعد انقضاء الحرب يجعلهم من جملة الغانمين يشاركونهم في الغنيمة، وهذه المسألة قد اختلف فيها العلماء:

  فقال القاسم # وخرجه أبو طالب للهادي، وهو قول مالك والشافعي أن من جاء بعد إحراز الغنيمة لم يشارك الغانمين؛ لأن النعيم