تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون}

صفحة 168 - الجزء 1

  وقيل: أراد به الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وهذا مروي عن سفيان

  وقال جعفر بن مبشر⁣(⁣١) والأصم: المراد به الدعاء إلى الله، كما قال تعالى في سورة النحل: {ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} وقيل: أراد حسن القول.

  ثم اختلف هؤلاء فقيل: ذلك عام في المسلم والكافر، وهذا مروي عن محمد بن علي⁣(⁣٢)، وأبي عبيدة.


(١) (جعفر بن مبشر) الثقفي المعتزلي البغدادي، قال المتوكل على الله: هو من شيعة المعتزلة، وممن يوجب الهجرة من دار الفسق، ومن المفضلين عليا #، ويقال: علم كعلم الجعفرين، قلت: ليس للجعفرين رواية في الحديث، ولا ترجمة، إنما شهرتهما في علم الكلام، وفاة جعفر بن مبشر سنة ٢٣٤ هـ.

(٢) محمد بن علي: هو الإمام محمد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، الهاشمي، الحسيني، أبو جعفر، الباقر، سمي به لتبقره في العلم، قال الشاعر:

يا باقر العلم لأهل التقى ... وخير من يمشي على الأرجل

مولده بالمدينة ثالث صفر سنة ٥٧ هـ وكان عمره يوم قتل الحسين ثلاث سنين، حدث عن أبيه، وخلق، وأدرك جابر بن عبد الله، وروى عنه، وعنه أولاده، وجابر الجعفي، روي عنه سبعين ألف حديث، وكان يقول في أخيه زيد: لقد أوتي زيد علينا من العلم بسطة، وفي تاريخ وفاته اختلاف أصحها أنه توفي سنة ١١٨ هـ ومات بالجحفة، ونقل إلى المدينة، ودفن بالبقيع، بقبة فاطمة والعباس، وأبيه علي، والحسن بن علي، خرج له أئمتنا جميعهم والمحدثون.

(٣) ومثله في الحاكم ولفظه (واختلفوا في معنى حسنا، فقيل: يعني صدقا، حقا في شأن محمد ÷ فمن سألكم فاصدقوا وبينوا صفته، ولا تكتموا أمره عن ابن عباس وابن جريج، وسعيد بن جبير، ومقاتل، وقيل: مروهم بالمعروف، وانهوهم عن المنكر عن سفيان، وقيل: الدعاء الى الله تعالى كما قال {ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ} عن الأصم وجعفر بن مبشر، وقيل: قولوا لهم قولا حسنا، ثم اختلف هؤلاء، =