قوله تعالى: {قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما}
  عليهم، وأحلت لنا، وأراد بتحريم الكنز علينا ما في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ}[التوبة: ٣٤] وقد فسر الكنز بعدم التزكية.
  ويؤخذ من ذلك حسن الرعاية لحق الصالح في أولاده، وإن تقادمت الأبوة.
  وعن جعفر بن محمد: كان بين الغلامين وبين الأب - الذي حفظا فيه يعني: من أجله - سبعة آباء.
  وعن الحسين بن علي وقيل عن الحسن بن علي @: أنه قال لبعض الخوارج في كلام جرى بينهما بم حفظ الله الغلامين؟ قال: بصلاح أبيهما، قال: فأبي وجدي خير منه، فقال: قد أنبأنا الله أنكم قوم خصمون.
  قال الحاكم: ودلت على أنه يجب على العالم بيان المتشابه كما فعله الخضر #.
  نكتة أخرى:
  ذكر الحاكم أن الخضر # قال لموسى عند أن فارقه: كن نفاعا، ولا تكن ضرارا، وكن هشا، ولا تكن غضبانا، وانزع عن اللجاجة، ولا تمش في غير حاجة، ولا تعجب من غير عجب، ولا تعيرن أحدا بخطيئته، وابك على خطيئتك، يا موسى تعلّم ما تعلمت لتعمل به، لا لتحدث به فيكون عليك وباله، ولغيرك نوره، واجعل التقوى لباسك، والذكر والعلم كلامك، وهذه داخلة في الأحكام الشرعية.
  قال الحاكم: ومن الناس من يقول: إن الخضر حي وهو فاسد؛ لأنه نبي ولا نبي بعد نبينا ÷.