تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسئلك رزقا}

صفحة 260 - الجزء 4

  وقيل: نظر تأسف على ما فات، بل اهتم أنت وأهلك بالإقبال على عبادة الله، واستعينوا بالصلاة على خصاصتكم.

  قال جار الله: وفي معنى هذه قول الناس: من كان في عمل الله كان الله في عمله.

  وروي أن عروة بن الزبير كان إذا رأى ما عند السلاطين دخل بيته وقرأ: {وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ} الآية، ثم ينادي الصلاة الصلاة.

  وعن بكر بن عبد الله المزني أنه كان إذا أصاب أهله خصاصة قال: قوموا فصلوا بهذا أمرنا الله ورسوله، ثم يتلو هذه الآية.

  وهذا تأديب من الله تعالى لعباده.

  ويأتي من هذا من دعي إلى ضيافة في دور الدهاقين المزخرفة بأنواع الفرش، واتخاذ آلة الزينة، وعرف أنه يتأسف على فائت الدنيا، أو ينظر إليها نظر راغب، أو يستقل نعمة الله عليه، فإن ذلك عذر في عدم الإجابة.

  وصلى الله على محمد وآله.