قوله تعالى: {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين}
  قال الإمام يحي: الحديث يدل على استئصاله، وفي حديث آخر «حفو الشارب» أي: اجعلوه على حفاف الشفة، قال الإمام يحي #: وأما الحلق للشارب فلم يرد أنه سنة، وقد نقل استئصاله عن بعض الصحابة، والأحسن أن يكون قصه على حد الشفة، لما في ذلك من تحسين الوجه ز فإن زيد قليلا فلا بأس، والأحسن ترك السبالين، وقد نقل ذلك عن عمر بن الخطاب(١)، وكذا عن غيره وهما: طرفا الشارب، فلا يقطعان لما في قطعهما من تشويه للوجه.
  ويستحب إزالة الشعر النابت في جانبي الفم؛ لأنه من جملة الشارب، وهو يمنع الأكل، ويسمى الفنيكان(٢).
  وقوله ÷: «وإعفاء اللحية» يعني من النتف، والأخذ بالجلم(٣).
(١) ينظر في صحته عن عمر، وإن صح فليس في فعل عمر حجة حتى يستدل به، بل الدليل ناطق بخلافه وهو ما رواه الإمام زيد بن علي # عن آبائه عن النبي ÷ (عشر من عمل قوم لوط، وعد منها إسبال الشارب) وعنه ÷ (إنا آل محمد نعفي لحانا ونحفي شواربنا، وإن آل كسرى يحلقون لحاهم ويعفون شواربهم) (ح / ص).
(٢) الفنيك هو: مجمع اللحيين في وسط الذقن. وفي الحديث: ان النبي ﷺ قال: امرني جبريل ان اتعاهد فنيكي بالماء عند الوضوء. وفي حديث عبد الرحمن بن سابط: اذا توضات فلا تنس الفنيكين يعني جانبي العنفقة عن يمين وشمال وهما المغفلة، وقيل: اراد به تخليل اصول شعر اللحية. شمر: الفنيكان طرفا اللحيين العظمان الدقيقان الناشزان اسفل من الاذنين بين الصدغ والوجنة والصبيان ملتقى اللحيين الاسفلين. لسان العرب.
(٣) الجلم يقال: جلم الشيء يجلمه جلما: قطعه. والجلمان: المقراضان واحدهما جلم للذي يجز به قال سالم بن وابصة:
داويت صدرا طويلا غمره حقدا ... منه وقلمت اظفارا بلا جلم.
والجلم: اسم يقع على الجلمين كما يقال المقراض والمقراضان والقلم والقلمان. لسان العرب.