قوله تعالى: {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين}
  وقال شريح القاضي: «وددت أن لي لحية بعشرة آلاف، وكان أصرم».
  وعن أصحاب الأحنف بن قيس: وددنا أن نشتري للأحنف لحية بعشرين ألفا.
  قال في شرح الإبانة: وفي الحديث عنه ÷ أنه قال: «سبحانه الذي زين الوجوه(١) باللحى، والنساء بالذوائب»، وقال الشاعر:
  لحية المرء زينة فإذا كا ... ن لسان له يعبر عنها
  سر أهل الوداد وانقمع ال ... حاسد خوفا من اللسان ومنها
  ولأجل عظم موقعها تعلق بها أفعال محمودة، وأفعال مذمومة، فالمحمودة: المشط، والتسريح، وكان ÷ «لا يفارقه المشط في سفر ولا حضر» وكان يسرح لحيته في اليوم مرتين.
  ويستحب للأئمة، والعلماء، والكبراء، تسويتها عند الخروج إلى المجامع، والإطلاع على ذلك في مرآة أو سيف.
  وعن عائشة: اجتمع بباب رسول الله ÷ قوم فرأيته يطلع في الجب ليسوي لحيته ورأسه، والجب: الجرة الضخمة.
  وكان ÷ يفعل ذلك ليعظم في نفس من أمره الله تعالى بدعائهم.
  وقد قيل: إنه يجب على كل عالم يتصدى بالدعاء إلى الله أن يبعد عما ينفر الخلق منه، والاعتماد في هذا على النيات.
  ويجوز تغيير الشيب، وتركه على حاله أفضل، وعن بعض الحكماء: الشيب واعظ نصيح، ومجادل فصيح، وقال بعضهم: الشيب للعاقل بشير، وللجاهل نذير، وقد فسر قوله تعالى: {وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ}[فاطر: ٣٧] أنه الشيب.
(١) نسخة (الرجال باللحى).