تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {لا ينال عهدي الظالمين}

صفحة 221 - الجزء 1

  قوله تعالى: {لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} أي: من كان ظالما من ذريتك

  قال السدي، وأبو علي: العهد النبوة، وعن مجاهد، وأبي حذيفة: هو الإمامة.

  وعن عطاء⁣(⁣١): الرحمة، وعن أبي عبيدة: الأمان، وعن الضحاك: الطاعة

  قال في الكشاف: وقد قالوا في هذا دليل على أن الفاسق لا يصلح للإمامة، وكيف يصلح لها من لا يجوز حكمه ولا شهادته، ولا يجب طاعته، ولا يقبل خبره، ولا يقدم للصلاة.

  وكان أبو حنيفة ¥ يفتي سرا بوجوب نصرة زيد بن علي #، وحمل المال إليه، والخروج معه على اللص المتغلب المتسمي بالإمام والخليفة، كالدوانيقي⁣(⁣٢)، وأشباهه، وقالت له امرأة: أشرت على ابني بالخروج مع إبراهيم، ومحمد ابني عبد الله بن الحسن حتى قتل، فقال: ليتني مكان ابنك وكان يقول في المنصور وأشياعه: لو أرادوا بناء مسجد، وأرادوني على عد آجره ما فعلت.


(١) عطاء هو: عطاء بن السائب بن مالك، روى عن أبيه وسعيد بن جبير، والزهري وآخرين، كان من كبار التابعين، وأهل الفقه، قال أحمد بن حنبل: ثقة ثقة، رجل صالح، قال العجلي: ثقة ثقة، وضعفه ابن معين، قلت: كان في حفظه شيء، توفي | سنة ١٣٦ هـ وفيها مات السفاح، وبويع أخوه المنصور، روى له أئمتنا الخمسة، وغيرهم، والأربعة، والشيخان متابعة.

(٢) قد يوهم هذا أن الإمام زيد بلغ إلى أيام الدوانيقي، وليس كذلك؛ لأنه خرج في أيام هشام بن عبد الملك في الدولة الأموية. وفي حاشية في النسخة ج: لم يرد أن زيدا ¥ خرج على أبي جعفر الدوانيقي، فإن خروجه على هشام بن عبد الملك لعنه الله، وقتله في زمنه لا يخفى على جار الله، وإنما قصد التمثيل لمن يدعي الإمامة وليس أهلا لها، وكأنه خص الدوانيقي لجلالته في صدور أهل بيته وغيره، وتظهره بذلك.