قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم}
  بكر بالعتيق، والصديق، وعمر بالفاروق، وحمزة بأسد الله، وخالد بسيف الله.
  وقوله: {بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ} اختلف في معناه فقيل: من فعل ما نهيت عنه استحق اسم الفسوق، فيكون ذلك نفس الاسم أو يكون المعنى استقباح الجمع بين الفسق والإيمان، كما يقال: بئس الشأن بعد الكبر الصبوة، ويكون فاعل هذه الأشياء فاسقا بمعنى(١).
  وقيل: أن يسمي غيره فاسقا، وقيل: بئس الذكر كلامكم لمن آمن: يا يهودي، أو يا نصراني، عن الحسن.
  وقيل: أراد بذلك من يتوب بمعصية فيعير بها، عن ابن عباس.
  وأما الظن المحرم فذلك ظن السوء بمن ظاهره الستر، وقد قيل: إذا احتمل الشيء وجوها فيجب أن يظن به الجميل، وإن لم يحتمل إلا وجها واحدا وهو القبيح فقد أتي من قبل نفسه.
  قال جار الله: كل ظن لم يكن له أمارة صحيحة، وسبب ظاهر كان حراما، ووجب اجتنابه، وذلك إذا كان المظنون به ممن شوهد منه الستر والصلاح، وعرف بالأمانة، فظن الفساد والخيانة به محرم، بخلاف من اشتهر بالمجاهرة بالخبائث.
  وعن النبي ÷: «إن الله حرم من المسلم دمه وعرضه وأن يظن به ظن السوء».
  في عين المعاني عن مجاهد: المنهي عنه التكلم بما يظن؛ لأن في الحديث: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث».
  فأما التجسس: فقد قال تعالى: {وَلا تَجَسَّسُوا} فقرأه السبعة بالجيم.
(١) أنه خرج عن عادة المؤمنين.