تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق}

صفحة 289 - الجزء 5

  النزول

  قيل: نزلت في المنافقين، والمعنى {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا} بألسنتهم لا بقلوبهم.

  وقيل: نزلت في المؤمنين عن ابن مسعود.

  قيل: لما أصابهم الخصب، وسعة الرزق خاضوا في المزح واللعب والكلام فيما لا يعنيهم.

  وقيل: في قوم كانت وظائفهم في الخير قبل الهجرة أبلغ.

  وعن ابن مسعود: ما كان بين إسلامنا وبين أن عوتبنا بهذه الآية إلا أربع سنين.

  وعن ابن عباس: أنه تعالى عاتيهم بهذه الآية على رأس ثلاثة عشرة من نزول القرآن.

  وثمرتها: البعث على أن الإنسان لا ينقص شيئا من وظائفه التي يعتادها، وقد قال العلماء من فاته من الوظائف في وقت قضاه في الوقت الآخر لئلا يتساهل.

  ومن ثمراتها: استعمال الخشوع لقراءة القرآن، والتدبر للقارئ.

  وعن أبي بكر ¥ إن هذه الآية قرئت بين يديه وعنده قوم من أهل اليمامة فبكوا بكاء شديدا فنظر إليهم فقال: هكذا كنا حتى قست القلوب.

  قال الحاكم: وفيها تحذير من مثل حال من قلنا في قسوة القلب.

  قال: وقد روي أن سبب توبة الفضيل بن عياض، وعبد الله بن المبارك كان بهذه الآية.

  أما الفضيل | فكان يقطع الطريق، فسمع ليلة قارئا يقرأ القرآن يعني فبلغ هذه الآية فقال: بلى قد آن وتاب.