تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا وإن الله لعفو غفور والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله وللكافرين عذاب أليم}

صفحة 315 - الجزء 5

  القول الثاني: ل (الشافعي): أن العود أن يمسكها بعد الظهار، ولا يطلقها قدر ما يمكنه الطلاق.

  الثالث: مروي عن المنصور بالله أن العود هو إرادة المسيس مع الخلوة.

  الرابع: قول داود أن العود تكرير لفظ الظهار.

  الخامس: قول مجاهد، وطاوس أن العود هو الظهار؛ لأن المعنى يعودون إلى ما فعله الجاهلية.

  السادس: قول الحسن والزهري ورواية خفية عن مالك، أن العود هو الجماع.

  إن قيل: من أين نشأت هذه الأقوال وما سبب هذا الخلاف؟

  قلنا: أما أهل المذهب فلهم وجوه ثلاثة:

  الأول: أن هذا مروي عن ابن عباس ولم يرو له مخالف في الصحابة.

  الثاني: طريقة السير بإبطال بقية الأقوال، فإذا بطلت تعين ما نقول.

  أما بطلان قول داود: إنه إعادة لفظ الظهار فباطل؛ لأن إعادته تأكيد والتأكيد لا يوجب الكفارة، وأيضا فلم يرو في شيء من الأخبار أن الذي أمره الرسول ÷ بالكفارة أعاد لفظ الظهار.

  وأما بطلان قول مجاهد، وطاوس: إن العود هو نفس الظهار، وإن المراد يعودون إلى ما كانوا يعتادونه في الجاهلية، وقالوا: الظهار موجب الكفارة، كالقتل فباطل؛ لأن الله تعالى قال: {ثُمَّ يَعُودُونَ} وثم في لغة العرب للتراخي، وأيضا إن عاد قد يكون للعود إلى ما كان عليه، ويكون بمعنى صار، قال الشاعر:

  إذا السبعون أقصدني سراها ... وسارت في المفاصل والعظام

  وصرت كأنني أقتاد عيرا ... وعاد الرأس مني كالثغام