وقوله تعالى: {يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين}
  وأخبرهم بما كان، وأمر ÷ بقتل كعب بن الأشرف فقتله محمد بن سلمة الأنصاري غيلة، وكان أخاه من الرضاعة، ثم صبحهم بكتائب وهو على حمار مخطوم بليف فقال لهم: «اخرجوا من المدينة» فقالوا: الموت أحب إلينا من ذلك، فتنادوا بالحرب.
  وقيل(١): استمهلوا رسول الله ÷ عشرة أيام ليتجهزوا للخروج، فدس إليهم عبد الله بن أبي المنافق وأصحابه لا تخرجوا من الحصن، فإن قاتلوكم فنحن معكم، ولئن خرجتم لنخرجن معكم، فدربوا على الأزقة وحصونها فحاصرهم رسول الله ÷ إحدى وعشرين ليلة، فلما قذف الله تعالى في قلوبهم الرعب، وأيسوا من نصرة المنافقين طلبوا الصلح فأبى عليهم إلا الجلاء. على أن يحمل كل ثلاثة أبيات على جمل ما شاءوا من متاعهم، قيل إلا السلاح فحملوا إلى الشام إلى أريحاء وأذرعات إلا بيتين منهم آل أبي الحقيق وآل حيي بن أخطب فلحقوا بخيبر، ولحقت طائفة بالحيرة، وأجلاهم عمر من خيبر إلى الشام.
وقوله تعالى: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ}.
  قيل: كانوا يخربون بواطنها والمسلمون ظواهرها، والذي دعاهم إلى الخراب حاجتهم إلى الخشب والحجارة ليشدوا بها أفواه الأزقة وحسد المسلمين إن بقيت فلا يتحسرون على بقائها، وأن ينقلوا معهم جيد الخشب كالساج المليح، والذي دعا المسلمين إلى الخراب إزالة تحصنهم، وأن لا يتسع لهم مجال الحرب.
(١) هذا لفظ: تفسير القرطبي ج ٨١ ص ٤:. وقيل: استمهلوا رسول الله ﷺ عشرة أيام ليتجهزوا للخروج، فدس إليهم عبد الله ابن أبي المنافق وأصحابه لا تخرجوا من الحصن، فإن قاتلوكم فنحن معكم لا نخذلكم، ولئن أخرجتم لنخرجن معكم. فدربوا على الآزقة وحصنوها إحدى وعشرين ليلة، فلما قذف الله في قلوبهم الرعب وأيسوا من نصر المنافقين طلبوا الصلح، فأبى عليهم إلا الجلاء.