تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا}

صفحة 488 - الجزء 5

  شمعون اليهودي الخيبري ثلاثة أصواع من شعير، فطحنت فاطمة ¥ صاعا، واختبزت خمسة أقراص على عددهم فوضعوها بين أيديهم ليفطروا فوقف عليهم سائل فقال: السّلام عليكم أهل بيت محمد، مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني أطعمكم الله من مواد الجنة، فآثروه وباتوا لم يذوقوا إلا الماء، وأصبحوا صياما، فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فآثروه، ووقف عليهم أسير في الثالثة ففعلوا مثل ذلك، ولما أصبحوا أخذ علي ¥ بيد الحسن والحسين ® وأقبلوا إلى رسول الله ÷ فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع قال: «ما أشد ما يسوءني ما أرى بكم» وقام وانطلق معهم فرأى فاطمة ^ في محرابها قد التصق بطنها بظهرها، وغارت عيناها فساءه ذلك فنزل جبريل # وقال: هنأك الله في أهل بيتك، وأقرأه السورة.

  قال في التهذيب: وروي أنه أخذها من اليهودي لتغزل فاطمة صوفا.

  قال: وعن ابن عباس بينا أهل الجنة في الجنة إذا رأوا ضوءا كضوء الشمس فيسألون رضوان ويقولون: يقول ربنا {لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً}، فيقول رضوان: ليس فيها شمس ولا قمر، ولكن علي وفاطمة ضحكا فأشرقت الجنة من نور ضحكهما. وقيل [شعرا]:

  إني مولى لفتى أنزل فيه هل أتى.

  وقوله: {شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً}

  قيل: صيفا ولا شتاء، وقيل: حرا ولا بردا؛ لأن الزمهرير البرد الشديد. وقيل: هو القمر بلغة طي. قال الشاعر:

  وليلة ظلامها قد اعتكر ... قطعتها والزمهرير ما زهر

  وهو يؤخذ من القصة ثمرات

  منها: حسن الإيثار على النفس مع الحاجة كما جاء في قوله تعالى: