تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون}

صفحة 452 - الجزء 1

  ما أمر الله به في الآية المتقدمة بقوله تعالى: {فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ}⁣[البقرة: ٢٠٠] لأن هذا خطاب للحجيج، وقد تقدم أن ذلك أمر ندب.

  [تكبير التشريق ووقته وكيفيته]

  وقيل: الذكر هنا هو: تكبير أيام التشريق، وهذا هو الذي عليه أكثر المفسرين. قال الحاكم: وهو الأولى؛ لأنه المختص بهذه الأيام.

  قال الزمخشري: هو التكبير في أيام التشريق عقيب الصلاة، وعند الجمار.

  قال في الثعلبي: كان عمر وابنه عبد الله يكبران في هذه الأيام عقيب الصلوات، وعلى الفراش، والفسطاط، وفي الطريق، ويكبر الناس بتكبيرهما، ويتأولان هذه الآية.

  واختلف من قال: إنه تكبير أيام التشريق، في حكمه، ووقته، وماهيته، وعلى من شرع.

  أما حكمه فقال أبو طالب: إنه سنة مؤكدة، وهذا هو الذي ذهب إليه أبو حنيفة والشافعي، والأكثر، وقد قال في الثعلبي: أجمعوا على ذلك، وقال المؤيد بالله، والناصر، والمنصور بالله: إنه واجب، والواجب مرة عقيب الفرض، ودلالة الآية مجملة.

  وأما وقت التكبير: ففي ذلك أقوال للصحابة ولمن بعدهم من العلماء.

  قال الحاكم: ذكر الشيخ أبو محمد أن ثلاثة من الصحابة، وهم علي # وعمر، وابن مسعود اتفقوا في الابتداء، واختلفوا في الإنتهاء، اتفقوا أن التكبير من صلاة الفجر يوم عرفة، ثم اختلفوا في