قوله تعالى: {واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون}
  حجة الأئمة $: ما رواه زيد بن علي، عن علي @ أنه قال: «قال لي النبي ÷: يا علي كبر في دبر صلاة الفجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق إلى صلاة العصر».
  وما روي أنه ÷ صلى الفجر يوم عرفة، ثم أقبل بوجهه على الناس فقال: إن أفضل ما قلته، وقاله الأنبياء من قبلي في مثل هذا اليوم: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد».
  وأما الخلاف في ماهية تكبير التشريق، فالمشهور عن علي # وعبد الله: أنه يكبر أوله مرتين، وهو قول أبي حنيفة، وأصحابه.
  وعن سعيد بن جبير: يكبر ثلاثا، وهو قول الشافعي. وقال مالك: يقول: الله أكبر، الله أكبر. ثم يقطع، ثم يقول: الله أكبر لا إله إلا الله.
  والمروي عن علي # وعبد الله(١) ما ورد الأثر به عن رسول الله ÷ وهو «الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد(٢).
  وزاد الهادي # في المنتخب بعد هذا أن يقول: «والحمد لله على ما هدانا وأولانا، وأحل لنا من بهيمة الأنعام» وهذه الزيادة استحسان لقوله تعالى في سورة الحج: {لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ}[الحج: ٣٧].
  ولقوله تعالى فيها: {لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ}[الحج: ٣٤] ولقوله تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ
(١) عبد الله هو: عبد الله بن مسعود. وكلما أطلق في هذا الكتاب فالمراد به ابن مسعود ¥.
(٢) أخرجه الإمام زيد بن علي # في مسنده ١٤٧ في كتاب الصلاة، باب التكبير في أيام التشريق.