قوله تعالى: {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد}
  ولست أبالي حين أقتل مسلما ... على أي [جنب](١) كان في الله مصرعي
  ولهم قصة طويلة.
  وقد أفاد كلام المفسرين في سبب نزولها أحكاما.
  الأول: أن المنافقين يعاملون معاملة المسلمين، كما فعله رسول الله ÷، وقد ذكر هذا أبو مضر(٢) من فقهاء المؤيد بالله.
  الثاني: ما ذكره الثعالبي من صلاة الركعتين لمن قتل صبرا.
  الثالث: أن تحريق الزروع ونحو ذلك من السعي في الأرض بالفساد، قال في الثعالبي عن سعيد بن المسيب أن قطع الدراهم من الفساد، وحكى ذلك شيخنا شرف الدين(٣) عن الإمام المهدي أحمد بن الحسين(٤) #.
(١) في الأصل (علي أي شق) والرواية ما أثبتناه.
(٢) تقدمت ترجمته.
(٣) شيخنا شرف الدين: المراد به العلامة الحسن بن محمد النحوي ¦
(٤) أحمد بن الحسين بن أحمد بن القاسم، الحسني، الإمام المهدي الشهيد، إذا أطلق المهدي في الشرح فهو المراد. دعوته: سنة ٦٤٦ هـ، وبايعه الناس رغبة ورهبة، وأولاد المنصور بالله، وابن وهاس، والشيخ أحمد بن محمد الرصاص، ثم نكثوا بيعته، وأحربوه وقتلوه في شهر صفر سنة ٦٥٦ هـ وله كرامات عظيمة، كقصة المقعد بصعدة، فإنه مسح عليه فقام.
وسيرته مشهورة [وفيها كتاب] وكان مجتهدا لا كما زعم من لا معرفة له، وكان مفحما لا يقول الشعر، وقبره بذيبين مشهور مزور.
قد يتوهم الكثير بأن الذي قاتل الإمام أحمد بن الحسين هو الشيخ أحمد بن الحسن الرصاص، وليس هو وإنما هو أحمد بن محمد الرصاص، وكان يلقب بالحفيد، وترجمته في شرح الأزهار كالتالي: أحمد بن محمد بن الحسن الرصاص، الزيدي، الحوثي، صاحب التصانيف كالجوهرة في أصول الفقه، وشرحها، والكاشف أربعة أجزاء، ويعرف بالحفيد. =