وقوله تعالى: {إذا تراضوا}
  وعن أبي مسلم: الخطاب للولي والزوج، والسبب في النزول يدل على أنه خطاب للأولياء، لكن يلحق غيرهم بهم، والعضل: المنع، أنشد الأخفش:
  ونحن عضلنا بالرماح نساءنا ... وما فيكم عن حرمة هو عاضل
  وأنشد أيضا لابن هرمة:
  وإن قصائدي لك فاصطنعني ... عقائل قد عضلن عن النكاح
  أي: لا أمدح غيرك، والعقيلة: خير مال الرجل، وأصل العضل الضيق والشدة، ولهذا يقال: داء عضال إذا اشتد، وقال عمر: أعضلني أهل الكوفة لا يرضون بأمير، ولا يرضاهم أمير، قال أوس بن حجر:
  وليس أخوك الدائم العهد بالذي ... يذمك إن ولى ويرضيك مقبلا
  ولكنه النائي إذا كنت آمنا ... وصاحبك الأدنى إذا الأمر أعضلا
  وقال الشافعي ¥:
  إذا المعضلات تصدينني(١) ... كشفت حقائقها بالنظر
  وفي أمالي أبي طالب #: أن هذا البيت لعلي #.
  وقوله تعالى: {إِذا تَراضَوْا} يعني: الخطّاب والنساء.
  وقوله: {بِالْمَعْرُوفِ} قيل: في ذلك تقديم وتأخير، التقدير: أن ينكحن أزواجهن بالمعروف، والمعروف: ما يحتاج إليه النكاح من الشروط، وقيل: بمهر المثل، وسمي الخطاب بالأزواج؛ لأنهم كانوا قبل ذلك أزواجا(٢).
(١) المشهور (تصدين لي)
(٢) الأوضح أن يقال: يستقيم المجاز هنا إما باعتبار ما كانوا عليه، وإما باعتبار ما يؤولون إليه، وفي اليسابوري حمله على الثاني. (ح / ص).