تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {إذا تراضوا}

صفحة 49 - الجزء 2

  وعن أبي مسلم: الخطاب للولي والزوج، والسبب في النزول يدل على أنه خطاب للأولياء، لكن يلحق غيرهم بهم، والعضل: المنع، أنشد الأخفش:

  ونحن عضلنا بالرماح نساءنا ... وما فيكم عن حرمة هو عاضل

  وأنشد أيضا لابن هرمة:

  وإن قصائدي لك فاصطنعني ... عقائل قد عضلن عن النكاح

  أي: لا أمدح غيرك، والعقيلة: خير مال الرجل، وأصل العضل الضيق والشدة، ولهذا يقال: داء عضال إذا اشتد، وقال عمر: أعضلني أهل الكوفة لا يرضون بأمير، ولا يرضاهم أمير، قال أوس بن حجر:

  وليس أخوك الدائم العهد بالذي ... يذمك إن ولى ويرضيك مقبلا

  ولكنه النائي إذا كنت آمنا ... وصاحبك الأدنى إذا الأمر أعضلا

  وقال الشافعي ¥:

  إذا المعضلات تصدينني⁣(⁣١) ... كشفت حقائقها بالنظر

  وفي أمالي أبي طالب #: أن هذا البيت لعلي #.

  وقوله تعالى: {إِذا تَراضَوْا} يعني: الخطّاب والنساء.

  وقوله: {بِالْمَعْرُوفِ} قيل: في ذلك تقديم وتأخير، التقدير: أن ينكحن أزواجهن بالمعروف، والمعروف: ما يحتاج إليه النكاح من الشروط، وقيل: بمهر المثل، وسمي الخطاب بالأزواج؛ لأنهم كانوا قبل ذلك أزواجا⁣(⁣٢).


(١) المشهور (تصدين لي)

(٢) الأوضح أن يقال: يستقيم المجاز هنا إما باعتبار ما كانوا عليه، وإما باعتبار ما يؤولون إليه، وفي اليسابوري حمله على الثاني. (ح / ص).