تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير}

صفحة 165 - الجزء 2

  وقد رأيت أن يخرجوا معي، فنزلت. وهذا رواه جويبر، والضحاك، عن ابن عباس.

  ثمرة هذه الآية الكريمة: تحريم موالاة الكفار؛ لأن الله تعالى نهى عنها، وقال: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ}.

  قال الزمخشري: يعني أنه منسلخ من ولاية الله تعالى رأسا، وهذا أمر معقول، فإن موالاة الولي، وموالاة عدوه متنافيان، قال الشاعر:

  تود عدوي ثم تزعم أنني ... صديقك ليس النوك⁣(⁣١) عنك بعازب

  النوك: الحمق.

  وقال تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ} قيل: أراد عذاب نفسه، وقيل:

  المراد ويحذركم إياه.

  ثم إنه تعالى استثنى (التقية) فقال تعالى: {إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً} فرخص الله تعالى في الموالاة للكفار للتقية⁣(⁣٢).

  قال الزمخشري: يعني فتجوز معاشرة، ومحالفة ظاهرة، والقلب مطمئن بالعداوة والبغضاء، وانتظار زوال المانع من قشر العصا، يعني


(١) النوك: على وزن (فعل) بضم الفاء، وسكون العين - الحمق، وهو الجهل. قال في حاشية العلوي: وبعده أو قبله:

فليس أخي من ودني رأي عينه ... ولكن أخي من ودني في المغائب.

النوك: الحمق، والعازب: البعيد، والمغائب: جمع مغيب، وهو مكان الغيبة أو زمانها.

(٢) إن كانت التقية بمحظور، فإنما يبيحه الخوف على النفس، والمال المجحف فقط، وإن كانت على واجب أباحها أي: ضرر كان، وقد جعل حكم حضور جمعة الظلمة من هذا، خلاف ما ذكره بعض المتأخرين أنه يبيح حضورها أي ضرر كان، وهو غير ظاهر؛ لأنه ارتكاب معصية فلا يبيحه ذلك. نجري.