تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا}

صفحة 275 - الجزء 2

  وثمرة الآية: أنه يجب أن يحب الإنسان لأخيه ما يحب لنفسه، ويجب أن يحب لذرية غيره من المؤمنين ما يحب لذريته، وأن على ولي اليتيم أن لا يؤذي اليتيم، بل يكلمه كما يكلم أولاده، بالأدب الحسن، والترحيب، ويدعو اليتيم: يا بني، يا ولدي، وقد جاء في الرقة على الأيتام آثار كثيرة:

  منها: ما رواه الحاكم في السفينة، عن أبي الدرداء، قال: سمعت النبي ÷ وقد أتاه رجل يشتكي قسوة قلبه: (أتحب أن يلين قلبك؟ قال:

  نعم. أدن اليتيم منك، وامسح رأسه، وأطعمه من طعامك، فإن ذلك يلين قلبك، ويقدرك على حاجتك عند الله).

  ومن ثمراتها: أن من حضر مريضا، وأراد أن يوصي بفوق الثلث، أن يقول: لا تجحف بأولادك، ولا تسرف في وصيتك، كما قال ÷ لسعد بن معاذ، وقيل: سعد بن أبي وقاص: (إنك إن تترك أولادك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس).

  وقد اختلف ما الأفضل للمريض في الوصية؟ فعندنا: يوصي إلى الثلث، لقوله ÷ (إن الله جعل لكم الثلث في آخر أعماركم، زيادة في أعمالكم).

  وقال الناصر: بدون الثلث، لأن في حديث سعد بن الربيع بالثلث، والثلث كثير، وهكذا عن أصحاب الشافعي إذا كان ورثته فقراء.

  قال في الكشاف: وكان الصحابة ¤ يستحبون أن لا تبلغ الوصية الثلث، وأن الخمس أفضل من الربع، والربع أفضل من الثلث.