تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا}

صفحة 313 - الجزء 2

  قوله تعالى: {وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَمَقْتاً وَساءَ سَبِيلاً}⁣[النساء: ٢٢]

  النزول

  روي عن ابن عباس، وقتادة، وعكرمة، وعطاء: أنها نزلت فيما كان يفعله [أهل] الجاهلية من نكاح امرأة الأب⁣(⁣١)، وأنه لما توفي أبو قيس وكان من صالحي الأنصار فخطب ابنه قيس امرأة أبيه، فقالت: إني أعدك ولدا وأنت من صالحي قومك ولكني آتي رسول الله ÷ فأستأمره، فأتته فأخبرته فنزل {وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ}⁣(⁣٢).

  وقد روي أن قوما تزوجوا نساء آبائهم منهم ابن أبي قيس هذا، والأسود بن خلف تزوج امرأة أبيه فاختة بنت الأسود بن المطلب، ومنظور بن زبان تزوج امرأة أبيه مليكة بنت الحارث⁣(⁣٣).

  وفي الكشاف كانوا ينكحون روابّهم⁣(⁣٤) وناس منهم يمقتونه⁣(⁣٥) من ذوي المروءة ويسمونه نكاح المقت، وكان المولود عليه يقال له: المقتي⁣(⁣٦)، فمن ثم قيل: {وَمَقْتاً} فجعله فاحشة ومقتا.


(١) تفسير الطبرسي (٤/ ٦١)، تفسير الثعالبي (٢/ ١٩٧)، زاد المسير (٢/ ٤٤)، تفسير الطبري (٣/ ٦٥٩)، القرطبي (٥/ ١٠٣ - ١٠٤)

(٢) تفسير الطبرسي (٤/ ٦١)، الخازن (١/ ٣٥٧)، زاد المسير (٢/ ٤٤).

(٣) تفسير الطبرسي (٤/ ٦١)، الخازن (١/ ٣٥٨)، تفسير الطبري (٣/ ٦٦٠) رقم (٨٩٤١)، وفيه: مليكة بنت خارجة، القرطبي (٥/ ١٠٤).

(٤) رواب جمع رابة وهي امرأة الأب، والزاب زوج الأم.

(٥) الكشاف (١/ ٥١٥).

(٦) وقال الحاكم في التهذيب: (والفاحشة كل قبيح فحش خطأه، والمقت بغض عن أمر قبيح يركبه صاحبه، قال أبو مسلم: هو اسم جمع الكراهة والبغض =