وقوله تعالى: {والذين عقدت أيمانكم}
  حلف في الجاهلية فتمسكوا به فإنه لم يرده الإسلام إلا سدة، ولا تحدثوا حلفا في الإسلام»(١).
  وقولهم: هدمي هدمك بفتح الدال وسكونها(٢) أي: هدري هدرك، وهذا مروي عن سعيد بن جبير، وقتادة، وعامر، والضحاك.
  الثاني: أن المراد الذين تبنوهم ثم نسخ ذلك، عن الحسن، وسعيد بن المسيب(٣).
  الثالث: الذين آخى بينهم رسول الله من المهاجرين، ثم نسخ ذلك، عن ابن عباس، وابن زيد(٤).
  [الرابع]
  وقيل: للآية معنى ثابت غير منسوخ وهو أن قوله تعالى: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ} معطوف على قوله: {تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ} أي: والذي ترك الذين عاقدت إيمانكم فآتوا ورثة الجميع ميراثهم(٥).
(١) الكشاف (١/ ٥٢٣)، ورواه مسلم (٤/ ١٩٦١)، وأحمد في المسند (٤/ ٨٣)، نواسخ القرآن (١٢٧) وما بعدها.
(٢) في بعض نسخ الكشاف (هدمي هدمك) بتسكين الدال، وفي الصحاح: يقال: دماهم هدم، أي: هدر، وهدم بالتسكين أيضا. أه ويكون للحليف السدس من ميراث الحليف فنسخ.
(٣) زاد المسير (٢/ ٧٢)، تفسير الثعالبي (٢/ ٢٢٨)، تفسير الطبرسي (٥/ ٩١)، القرطبي (٥/ ٩١)، الخازن (١/ ٣٦٩)، نواسخ القرآن ص (١٣٠).
(٤) زاد المسير (٢/ ٧٢)، القرطبي (٥/ ١٦٥)، الخازن (١/ ٣٦٩)، تفسير الطبرسي (٥/ ٩١)، الثعالبي (٢/ ٢٢٨)، صحيح البخاري (ح / ٤٥٨٠)، نواسخ القرآن ص (١٢٩).
(٥) الناسخ والمنسوخ للنحاس ص (١٠٢).