قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا}
  وثمرة هذه الآية: وجوب طاعة الله تعالى بامتثال أوامره، وطاعة الرسول كذلك، ووجوب طاعة أولي الأمر، وقد اختلف من هم؟ فقيل: الخلفاء الراشدين الأربعة.
  وروي في (الثعلبي) خبرا مسندا عنه ÷ أنه قال: «الخلافة بعدي في أمتي في أربعة في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ¤» وهذا محكي عن أبي بكر الوراق.
  وقال عكرمة: أولي الأمر أريد به أبو بكر، وعمر؛ لقوله ÷: «اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر»(١) و «إن لي وزيرين في الأرض ووزيرين في السماء فبالسماء جبريل وميكائيل وبالأرض أبو بكر وعمر، هما عندي بمنزلة الرأس من الجسد» وقد مثلهما رسول الله ÷ بالأنبياء، فمثل أبا بكر بإبراهيم وعيسى، ومثل عمر بنوح وموسى، وذلك في حديث المفاداة، هذا ما ذكره الثعلبي.
  وقال عطاء: هم المهاجرون والأنصار، التابعون لهم بإحسان بدليل قوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ} الآية.
(١) قال ابن حجر في التلخيص في حديث عكرمة هذا (اقتدوا باللذين من بعدي): هذا من حديث عبد الملك بن عمير، عن ربعي، عن حذيفة، قال: أعله أبو حاتم وأخرجه الثعلبي من حديث مالك عن نافع عن ابن عمر، وقال: لا أصل له من حديث مالك، وقال البزار، وابن حزم: لا يصح؛ لأنه عن عبد الملك بن عمير، عن مولى ربعي، ورواه وكيع عن سالم المرادي، عمر عمر بن مرة، عن ربعين عن رجل من أصحاب حذيفة عن حذيفة، وتبين أن عبد الملك سمعه من ربعي، وأن ربعيا لم يسمعه من حذيفة. أه كلامه فاعرف ما قيل فيه، وأما الأول فقال الغزالي في كتاب سر العالمين: وتمسكت البكرية في إمامة أبي بكر بقوله {سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ} ولم يذكر لهم حجة على إمامته سواها، وسوى أنه صلى بالناس في مرضه ÷، فلو كان لذلك الحديث حجة لذكره، وهو من أئمتهم في الفنون.