قوله تعالى: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها}
  تعين الرد(١)، فصار الابتداء سنة لأخبار وردت نحو (افشوا السلام) وهو أمر ندب وفاقا، والرد واجب لقوله تعالى: {فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها}.
  وهذه السنة أفضل من الواجب في هذا المكان؛ لأخبار، نحو قوله ÷: «إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام» وقد $ ذلك بعض السادة المتأخرين(٢) بأن السنة هنا كانت أفضل لأنها مسببة للرد.
  ثم اختلف المفسرون هل الآية عامة أم خاصة؟.
  فعن عطاء: أن هذا في أهل الإسلام خاصة، وهذا هو الظاهر من أقوال كثيرين من العلماء.
  وفي الحديث عنه ÷: «لا تبتدئ اليهودي بالسلام فإن بدأك فقل: وعليك».
  قال جار الله: وقد رخص بعض العلماء في أن نبتدئ أهل الذمة بالسلام، إذا دعت إلى ذلك حاجة تحوج إليهم.
  وعن النخعي وأبي حنيفة: لا يبدأ الذمي بسلام في كتاب ولا غيره.
  قال أبو يوسف: وإذا دخلت عليهم فقل: {السَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى}.
  وقيل: هذا عام، عن ابن عباس، وفتادة، وابن زيد، وقيل: في أهل الإسلام بتحية بأحسن، وفي غيرهم برد مثل تحيته، عن الحسن(٣).
(١) هذا بناء على ثبوت حقه فقط. (ح / ص).
(٢) لعله السيد الأفضل حمزة بن أبي القاسم الآتي ذكره في تفسير قوله تعالى في سورة المائدة {مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ} الآية.
(٣) ولعله أخذ من قوله ÷ (فقل: وعليك).