تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما}

صفحة 456 - الجزء 2

  الله ÷ فغشيته السكينة، فوقعت فخذه على فخذي، حتى خشيت أن ترضها، ثم سرّي عنه فقال: «اكتب» فكتبت في كتف {لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ}.

  فقال ابن أم مكتوم وكان أعمى: يا رسول الله فكيف بمن لا يستطيع الجهاد من المؤمنين؟، فغشيته السكينة كذلك، ثم قال: «اقرأ يا زيد» فقرأت: {لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}. فقال: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}.

  قال زيد: أنزلها الله: وحدها فألحقتها، والذي نفسي بيده لكأني أنظر إلى ملحقها، عند صدع في الكتف⁣(⁣١).

  قال في (التهذيب): روي أنه لما نزل: {لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ} جاء ابن أم مكتوم، وعبد الله بن جحش فقالا: نحن لا نستطيع فهل من رخصة؟.

  قال ابن مكتوم: اللهمّ أنزل عذري، فنزل: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} فوضعت عندها وكان بعد ذلك يغزو، ويقول: ادفعوا إلي اللواء، ويقول: أقيموني بين الصفين فإني لا أستطيع أن أفر⁣(⁣٢).

  قال الحاكم: فإن قيل: تأخير البيان عن حال الخطاب لا يصح عندكم⁣(⁣٣)؟.


(١) الكشاف (١/ ٥٥٥)، زاد المسير (٢/ ١٧٣)، مسند أحمد (٥/ ١٨٤)، البخاري (٨/ ١٩٥)، أبو داود (٣/ ١٧)، الترمذي (٤/ ١٩٢)، النسائي (٦/ ٩)

(٢) التهذيب (ح) رهن التحقيق.

(٣) قلنا: أما تأخيره عن وقت الخطاب فلا نمنعه، وإنما نمنع تأخيره عن وقت الحاجة، دليله {مِنَ الْفَجْرِ} في آية الصوم، فإنها إنما نزلت بعد الخطاب بأزمنة ما لم يفهم بعض الصحابة {الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ}. (ح / ص).