تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين}

صفحة 404 - الجزء 3

  وقيل: إن المشركين سألوا علماء اليهود فقالوا: نحن ولاة البيت، وسقاة الحاج، فنحن خير أم محمد وأصحابه؟ فقالت اليهود: أنتم. مع علمهم بخلاف ذلك، وذكر أبو مسلم أن الخطاب للمشركين، واستدل بآخر الآية.

  ثمرة الآية أن الجهاد من أعظم القرب، لذلك قرنه بالإيمان، وفي الحديث عنه # -: «الجهاد سنام الدين» وقد فرع على هذا لو أوصى بماله لأحسن وجوه البر، فإنه يصرف في الجهاد.

  وقال أبو علي: في طلبة العلم ويدل على أن عمارة المسجد الحرام، وسقي الحاج من القرب، فالمعنى الإنكار والنهي أن يجعل سقاية الحاج، وعمارة المسجد الحرام كمن آمن وجاهد، وفي قراءة ابن الزبير وأبي وجزة السعدي⁣(⁣١): (سقاة الحاج وعمرة المسجد الحرام) على الجمع.

قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَإِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ}


(١) أبو وجزة بالزاي المعجمة: يزيد بن عبيد، أو أبي عبيد، شاعر سعدي، ذكره في القاموس، وفي شمس العلوم: أبو وجزة كنية مولى كان من القراء، وفي حاشيته: إنما قال: من القراء لأنه مشهور بالشعر.