قوله تعالى: {وجاؤ أباهم عشاء يبكون قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق}
  روى الإمام أبو طالب أيضا عن علي # قال: اصطرع الحسن والحسين بين يدي رسول الله ÷ فقال رسول الله: «إيه حسن خذ حسينا» فقالت فاطمة: أتستنهض الكبير على الصغير، فقال رسول الله ÷: «فهذا جبريل يقول إيه حسين خذ الحسن، فاصطرعا فلم يصرع أحدهما صاحبه».
  وأما اللعب في حق الكبار: ففيه ثلاثة أقسام:
  الأول: أن يكون فيه معنى القمار فلا يجوز.
  والثاني: أن لا يكون فيه معنى القمار، وفيه استعانة وحث على القوة على الجهاد، كالمناضلة بالقسي، والمسابقة على الخيل فذلك جائز وفاقا، وقد يندب.
  والثالث: أن لا يكون فيه عوض، كالمصارعة ونحوها، ففي ذلك قولان للشافعي، رجح للمذهب إن كان بغير عوض أو بعوض يكون دفعه على سبيل الرضاء؛ لأنه ÷ صارع يزيد بن ركانة.
  وروي أن عائشة قالت: سابقت رسول الله ÷ مرتين فسبقته في المرة الأولى، فلما بدنت سبقني، وقال: «هذه بتلك» أو قال: «بذلك»
  يقال: بدن الرجل - بضم الدال مخففة إذا سمن، وبفتحها مشددة إذا كبر -.
  وفي الشفاء عنه ÷: «ليس من الله وثلاثة أشياء ملاعبة الرجل أهله، وتأديبه فرسه، ورميه بقوسه».
  قوله تعالى: {وَجاؤُ أَباهُمْ عِشاءً يَبْكُونَ قالُوا يا أَبانا إِنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ}[يوسف: ١٦ - ١٧]
  اقتطف من هذا الكلام ثمرات:
  الأولى: أن البكاء لا يكون دليلا على صدق الشاكي.