تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {إني لما أنزلت إلي من خير فقير}

صفحة 528 - الجزء 4

  قوله تعالى: {إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}⁣[القصص: ٢٤]

  دل ذلك: أنه يستحب التلطف في الدعاء.

  قوله تعالى: {فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ قالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا}⁣[القصص: ٢٥]

  ثمرة ذلك: أن الحياء له موقع في الدين؛ لأنه أريد مدحها بذلك.

  قال الحاكم: وعن رسول الله ÷: «الحياء نصف الإيمان»

  قيل: وحياؤها أنها جاءت تستحي من موسى: عن أبي علي.

  وقيل: مستترة بكم درعها: عن عمر.

  وقيل: سترت وجهها بيدها: عن نوف⁣(⁣١).

  وقيل: كانت تمشي عادلة عن الطريق.

  قوله تعالى: {قالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا}⁣[القصص: ٢٥]

  في الرواية أنه أنطلق معها وقال لها: أمشي خلفي ودليني على الطريق إن أخطأت فإنا بني يعقوب لا ننظر إلى أعجاز النساء.

  ثمرة ذلك:

  حسن المجازاة بالإحسان، وأنه لا ينظر إلا ما يبعث الشهوة؛ لأنه روي أنها مشت أمامه فالصقت الريح ثوبها بجسمها فأمرها تمشي خلفه.


(١) نوف البكالي - بكسر الباء -: تابعي تمت جامع الأصول.