تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {فلا تخضعن بالقول}

صفحة 64 - الجزء 5

  أعظم من ذنب الجاهل، وقالوا: حد الحر أكثر من حد العبد، ويقال: العقوبة على قدر المثوبة، وقيل: لأن في ذلك هتكا لحرمة رسول الله ÷ وأذية له، وتنفيرا عنه.

  وقوله: {ضِعْفَيْنِ}، قيل: أراد مثلثة وهذا هو الظاهر.

  وعن أبي عبيدة: الضعفان ثلاثة أمثال، وقيل: أربعة أمثال؛ لأن الضعف مثلاه.

  قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ}⁣[الأحزاب: ٣١]

  القنوت الملازمة للطاعة، وإنما كان أجرهن مثلي غيرهن لأمرين:

  الأول: لأن مشقتهن أكثر من حيث صبرن على المشقة، وحسن معاشرته ÷.

  والثاني: أنه يقتدى بهن فيكبر لأجل ذلك الصلاح فصرن سببا.

  وثمرة هذا أن المسبب يكون ثوابه أكثر إذا فعل لأجل سببه، فمن أوصى بقربة كثر ثوابه إن فعل الموصى إليه ما أوصى به.

  قوله تعالى: {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ}⁣[الأحزاب: ٣٢]

  ثمرة ذلك: أن ما دعا إلى القبيح قبح؛ لأنه تعالى قال: {فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} قيل: أراد بالمرض شهوة القبيح والميل إلى المعاصي، وقيل النفاق.

  وقوله تعالى: {وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً}⁣[الأحزاب: ٣٢]

  يعني: لا يكون فيه لين يطمع من مرض قلبه، وفي ذلك دلالة على