تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا}

صفحة 286 - الجزء 2

  وقال (أبو حنيفة): يقدم غرماء الصحة على غرماء المرض. وترتيب الديون يؤخذ من غير هذه الآية الكريمة.

وقوله تعالى: {آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً}.

  قال جار الله |(⁣١): هذا تأكيد لوجوب الوصية وإمضائها؛ لأن المعنى آباؤكم وأبناؤكم الذين أوصوا والذين لم يوصوا لا تدرون أي: الصنفين الذين أوصوا، والذين لم يوصوا أنفع لكم؛ لأن الموصي عرضكم لنفع الآخرة بإمضاء وصيته والذي⁣(⁣٢) لم يوص عجل لكم نفع الدنيا، والمعنى أن الموصي الذي عرضكم لثواب الآخرة أنفع، فعليكم⁣(⁣٣) إمضاء وصيته فيكون هذا تأكيدا لإمضاء الوصية وترغيبا في ذلك؛ لأن الجملة المعترضة لا بد أن تؤكد ما اعترضت بينه وبينه فهذا أولى من سائر ما ذكر في ذلك؛ لأن منهم من فسر ذلك بأن الابن إذا كان أرفع درجة في الجنة من الأب، سال أن يرفع إليه أبوه، وكذلك الأب، وقيل: قد فرض الله الفرائض على ما عرف أنه الحكمة⁣(⁣٤).

  ولو وكل ذلك إليكم ما عرفتم، وقيل: لا تدرون بأيهم أنتم أسعد في الدنيا والدين، فأقسموا على ما بينه لكم، وهذا مروي عن الحسن⁣(⁣٥).


(١) أي: صاحب الكشاف.

(٢) في (ب): والذين لم يوصوا.

(٣) في (أ): لكم.

(٤) الكشاف (١/ ٥٠٩) مع بعض الاختلاف عن المصدر، ولعل المؤلف أخذ عنه بالمعنى.

(٥) الطبري (٣/ ٦٢٣ - ٦٢٤)، القرطبي (٥/ ٧٤ - ٧٥٢)، الطبرسي (٢/ ٤ / ٣٧)، زاد المسير (٢/ ٢٩)، تفسير الثعالبي (٢/ ١٧٩)، البغوي (١/ ٤٠٣)، أبي عطية (٢/ ١٨) ..