الأمالي الكبرى (الخميسية)،

يحيى بن الحسين الشجري (المتوفى: 479 هـ)

مجلس في الحكايات

صفحة 106 - الجزء 1

  الكلام ما لا تخافون من فتنة السكوت والصمت. قال السائل: ليس هذا أريد؟ قال عمرو: فكأنك إنما تريد تحبير الألفاظ في حسن إفهام، قال: نعم. قال عمرو: إنك إن أردت تقرير حجة اللّه تعالى على عقول المكلفين وتخفيف المئونة عن المستمعين، وتزيين تلك المعاني في قلوب المريدين، بالألفاظ المستحسنة في الآذان، المقبولة عند الأذهان، رغبة في سرعة إجابتهم، ونفي الشواغل عن قلوبهم، بالموعظة الحسنة على كتاب اللّه تعالى والسنة. كنت قد أوتيت فصل الخطاب، واستوجبت على اللّه جزيل الثواب. قال الجاحظ: فقلت لعبد الكريم بن روح: من هذا الذي صبر له عمرو هذا الصبر؟ قال: قد سألت عن ذلك أبا حفص فقال: من يجترئ عليه هذه الجرأة إلا حفص بن سالم، وكان عمرو لا يكاد يتكلم، فإن تكلم لم يطل، قال: وكان قول الأخير في المتكلم إذا كان كلامه لمن شهد دون نفسه، وإذا طال الكلام عرضت المتكلم أسباب التكليف، ولا خير في شيء يأتيك به التكليف.

  ٤٠٥ - وبه: قال: حدّثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي. قال: حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن عمران الضراب. قال: حدّثنا محمد بن محمد بن سليمان. قال: حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن نمير الهمذاني. قال: حدّثنا حفص بن غياث، عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال: إن المرء لحقيق أن تكون له مجالس يخلو فيها، فيذكر ذنبه، فيستغفر اللّه ø.

  ٤٠٦ - وبه: قال: أخبرنا أبو الفضل وأبو الحسين عبد اللّه ومحمد ابنا أحمد بن علي الكوفي بقراءتي عليهما معا. قالا: أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن عثمان النصيبي قراءة عليه. قال: حدّثنا جعفر بن محمد بن الخلدي. قال: حدّثنا العباس أحمد بن محمد بن مسروق. قال: حدّثنا ابن محمد بن الحسين. قال: حدّثنا ظفر بن شمير. قال: قلت لداود الطائي: يا أبا سليمان ما تقول في الرمي، فإني أحب أن أتعلم؟

  قال فقال لي: إن الرمي حسن ولكنها أيامك فانظر بم تقطعها.

  ٤٠٧ - وبه: قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم بن محمد الصفار بقراءتي عليه في منزله بأصفهان في سكة الجصاصين. قال: حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن حيان. قال: حدّثنا إسحاق بن أبي حسان. قال: سمعت بعض أصحابنا يقول: أوحى اللّه تبارك وتعالى إلى داود #: يا داود لا تجعل بيني وبينك عالما حيران قد أسكره حب الدنيا عن طريق محبتي أولئك قطاع الطريق على عبادي المريدين، قال وزاد فيه غيره: يا داود إن أهون ما أصنع بالعالم إذا أسكره حب الدنيا عن طريق محبتي أن أنزع منه حلاوة مناجاتي.

  ٤٠٨ - وبه: قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن عبد اللّه بن الحسن بن جهضم