الحديث الخامس في فضل النبي وفضل الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وما يتصل بذلك
  جميلة، عن حكيم الأثرم، أن الحسن حدثهم عن مطرف بن عبد اللّه بن الشخير، قال:
  حدّثنا عياض بن حمار، قال: قال رسول اللّه ÷ في خطبة خطبها:
  «إن اللّه ø أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا، ألا إن كل مال نحلته عبادي فهو حلال لهم، فإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإن الشياطين أتتهم واختالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم الذي أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا، فإن اللّه نظر إلى أهل الأرض من قبل أن يبعثني فمقتهم عربيهم وعجميهم إلا بقايا من أهل الكتاب، وإن اللّه قال إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء تقرأه نائما ويقظانا، وإن اللّه أوحى إلى أن أغزو قريشا، فقلت: أي رب إذا يثلغوا رأسي فيذروه خبزة، فقال اخرجهم كما استخرجوك، واغزهم فسنعزك، وابعث جيشا نبعث خمسة أمثاله، وأنفق ينفق عليك، وقاتل بمن أطاعك من عصاك. وقال أهل الجنة ثلاثة: إما مقسط، ورجل رحيم رقيق القلب بكل ذي قربى ومسلم، ورجل غني عفيف متصدق، وأهل النار خمسة. الضعيف الذي لا زبر له(١)، والذين هم فيكم تبع لا يبغون أهلا ولا مالا، ورجل إذا أصبح يخادعك عن أهلك ومالك، ورجل لا يخالفه طمع وإن دق إلا ذهب به، والشنظير الفاحش، وذكر البخل والكذب».
  ٦١٨ - وبه: قال: أخبرنا ابن ريذة، قال: أخبرنا الطبراني، وقال: حدّثنا إبراهيم بن متويه الأصفهاني، قال: حدّثنا جعفر بن محمد المدائني، قال: حدّثنا زياد بن عبد اللّه البكائي، عن محمد بن إسحاق عن نور بن يزيد، عن يحيى بن جابر عن عبد الرحمن بن عابد الأزدي عن عياض بن حمار المجاشعي، أن رسول اللّه ÷ قال يوما: «ألا أحدثكم بما حدّثني اللّه جل وعز به في الكتاب: إن اللّه ø خلق آدم وبنيه حنفاء مسلمين، فأعطاه المال حلالا لا حرام فيه وعبدوا الطواغيت، فأمرني أن آتيهم فأبين لهم الذين جبلهم عليه، فخاطبت ربي إني إن آتيتهم ثلغت قريش رأسي كما تثلغ الخبزة، فقال لي أمض أمضك، وأنفق أنفق عليك، وقاتل من عصاك بمن أطاعك، فإني سأجعل مع كل جيش تبعثه عشرة أمثاله من الملائكة، وناضخ في صدر عدوك الرعب ومعطيك كتابا لا يمحوه الماء، أذكرته نائما ويقظانا، فانظروني وقريشا هذه فإنهم دموا وجهي وسلبوني أهلي وأنا مناديهم، فإن أغلبهم يأتوا ما دعوتهم إليه طائعين أو كارهين، وإن يغلبوني فإني لست على شيء أدعوكم إليه».
  ٦١٩ - وبه: قال: أخبرنا أبو بكر الجوزجاني المقري، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري، قال: حدّثنا أبو يعلى، قال: حدّثنا
(١) في النهاية ومنه في صفة أهل النار، والضعيف الذي لا زبر له بالزاي والباء الموحدة، أي لا عقل له يزبره وينهاه عن الإقدام على ما ينبغي، وذكر الحديث في باب الزاي مع الباء الموحدة، وفي باب الزاي مع الياء، قال والصحيح الأول. تمت.