الأمالي الكبرى (الخميسية)،

يحيى بن الحسين الشجري (المتوفى: 479 هـ)

الحديث التاسع في التوبة وما يتصل بذلك

صفحة 264 - الجزء 1

  هو؟ قال: الهرم، ثم قال: للمسافر ثلاثة أيام يمسح على خفيه وللمقيم يوم وليلة»⁣(⁣١).

  ٩٠٦ - وبه: قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن حيان، قال: حدّثنا أبو العباس الحمال، قال: حدّثنا عبد الرزاق بن منصور بن أبان، قال: حدّثنا إسحاق بن بشر الكاهلي المديني قال: حدّثنا أبو معشر المدني الكاهلي عن نافع عن ابن عمر بن الخطاب قال: بينا نحن جلوس مع النبي ÷ على جبل من جبال تهامة، إذ أقبل شيخ في يده عصا فسلم على النبي ÷، فرد النبي ÷ ثم قال: نعمة الجن وعينهم من أنت؟ قال أنا هامة بن الهيثم بن الأقيس بن إبليس، فقال له النبي ÷: ما بينك وبين إبليس إلا أبوان؟ قال: نعم، قال: فكم أتى لك من الدهر؟ قال: أفنيت الدنيا عمرها إلا قليلا، كنت وأنا غلام ابن أعوام أفهم الكلام وأمر بالإكام وآمر بإفساد الطعام وقطع الأرحام، فقال له النبي ÷: بئس لعمر اللّه عمل الشيخ المتوسم الثياب المثلوم، قال: دعني من استعدائك فإني تائب إلى اللّه ø. إني كنت مع نوح في مسجده مع من آمن به من قومه، فلم أزل أعاتبه على دعوته على قومه حتى بكى عليهم وأبكاني، وقال: لا جرم إني على ذلك من النادمين وأعوذ باللّه أن أكون من الجاهلين، قلت يا نوح: إني ممن أشرك في دم السعيد الشهيد هابيل بن آدم فهل تجد لي عندك من توبة؟ قال يا هامة: هم بالخير وافعله قبل الحسرة والندامة، فإني قرأت فيما أنزل اللّه تعالى عليّ: «ما من عبد تاب إلى اللّه ø بالغ ذنبه ما بلغ إلا تاب اللّه عليه، قم فتوضأ واسجد للّه سجدتين، قال: ففعلت الذي أمرني به من ساعتي، فناداني مناد أن ارفع رأسك فقد نزلت توبتك من السماء، فخررت للّه ساجدا».

  وكنت مع هود في مسجده مع من آمن من قومه. فلم أزل أعاتبه على دعوته على قومه حتى بكى على قومه وأبكاني، وقال: لا جرم إني على ذلك من النادمين، وأعوذ باللّه أن أكون من الجاهلين. وكنت مع صالح في مسجده مع من آمن به من قومه، فلم أزل أعاتبه على دعوته حتى بكى عليهم وأبكاني، وقال لا جرم إني على ذلك من النادمين، وأعوذ باللّه أن أكون من الجاهلين، وكلهم يقول: أنا على ذلك من النادمين.

  وكنت زوارا ليعقوب، وكنت من يوسف بالمكان المبين، وكنت ألقى إلياس في الأدوية، وأنا ألقاه الآن. وإني لقيت موسى بن عمران فعلمني من التوراة، وقال لي موسى بن عمران: إن لقيت عيسى فأقرئه مني السلام، وإن لقيت عيسى ابن مريم فأقرئه من موسى السلام، وقال عيسى إن لقيت محمدا ÷ فأقرئه مني


(١) أخرجه أحمد في المسند (٨٩٣٣).