الحديث العاشر في الصلاة وفضل التهجد وما يتصل بذلك
  عليه وآله وسلّم قال: «عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وهو قربة لكم إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم»(١).
  ٩١٤ - وبه: قال: أخبرنا عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو القاسم عمر بن إبراهيم بن سنبك البجلي، قال: أخبرنا أبو الحسن عمر بن الحسن بن علي بن مالك الأشناني، قال: حدّثنا أبو بكر محمد بن زكريا المروروذي، قال: حدّثنا موسى بن إبراهيم المروزي الأعور، قال: حدّثني موسى بن جعفر بن محمد، عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه عن علي $ قال: خرج رسول اللّه ÷ إلى بعض مغازيه فاستخلفني على من بقي من المسلمين، فقال يا علي: أحسن الخلافة على من استخلفتك عليه، واكتب بخيرهم إلي ثم مضى فمكث خمسة عشر يوما، ثم قدم فسألني عمن استخلفني عليه، فأخبرته سلامتهم، فقال: يا علي: احفظ مني خصلتين، قلت: فأخبرني بهما يا رسول اللّه؟ قال: أكثر الصلاة بالسحر، والاستغفار بالمغرب، والصلاة على النبي ÷، والاستغفار لأصحابه، واعلم أن السحر والمغرب شاهدان من شهود اللّه على خلقه.
  ٩١٥ - وبه: قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن حيان، قال: حدّثنا أبو جعفر محمد بن العباس بن أيوب، قال: حدّثنا محمد بن مرزوق بن بكير، قال: حدّثنا يحيى بن سعد العبشمي من بني سعد بن تميم، قال: حدّثنا ابن جريح عن عطاء عن عبيد بن عمير الثقفي عن أبي ذر قال: دخلت على رسول اللّه ÷ وهو في المسجد جالس فاغتنمت خلوته، فقال: يا أبا ذر: للمسجد تحيته، قلت: وما تحيته يا رسول اللّه؟ قال: ركعتان تركعهما: ثم التفت إليه فقلت يا رسول اللّه: إنك أمرتني بالصلاة فما الصلاة؟ قال: خير موضوع فمن شاء أقل ومن شاء استكثر، قلت: يا رسول اللّه: أي الأعمال أحب إلى اللّه؟ قال: الإيمان باللّه، ثم الجهاد في سبيل اللّه، قلت يا رسول اللّه: أي المؤمنين أكمل إيمانا؟ قال: أحسنهم خلقا، قلت: فأي المؤمنين أفضل؟ قال: من سلم الناس من لسانه ويده، قلت: أي الهجرة أفضل؟ قال: من هجر السوء، قلت: فأي الليل أفضل؟ قال: جوف الليل الغابر، قلت: فأي الصلاة أفضل؟
  قال: طول القنوت، قلت: فأي الصدقة أفضل: قال: جهد من مقل إلى فقير في سر، قلت: فما الصوم؟ قال: فرض مجزي وعند اللّه أضعاف كثيرة. قلت: فأي الرقاب أفضل؟ قال: أغلاها ثمنا، وأنفسها عند أهلها، قلت: وأي الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده وأهريق دمه، قلت: فأي آية أنزلها اللّه عليك أفضل؟ قال: آية الكرسي، ثم قال يا
(١) أخرجه الترمذي (٣٥٤٣، ٣٥٤٤).