الأمالي الكبرى (الخميسية)،

يحيى بن الحسين الشجري (المتوفى: 479 هـ)

الحديث العاشر في الصلاة وفضل التهجد وما يتصل بذلك

صفحة 271 - الجزء 1

  ٩٢٠ - وبه: قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن حيان، قال: حدّثنا العريابي، قال: حدّثنا حامد بن يحيى البلخي، قال: حدّثنا كثير بن هشام، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن ثوبان، قال: حدّثنا عمير بن هاني: أنه سمع عبد الرحمن بن غنم يقول، سمعت معاذ بن جبل يقول: قلت يا رسول اللّه حدّثني بعمل يدخل به العبد الجنة إذا عمل؟ قال: بخ بخ سألت عن عظيم وأنه يسير على من يسره اللّه عليه: تقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، ولا تشرك باللّه شيئا، وسأنبئك بأبواب من الخير:

  الصيام جنة، وقيام العبد في جوف الليل يبتغي مرضات اللّه، ثم تلا هذه الآية: {تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ}⁣[السجدة: ١٦].

  ٩٢١ - وبه: قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي بقراءتي عليه في جامع المنصور ببغداد، قال: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن أحمد المخرمي، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد البزار إملاء، قال: حدّثنا أبو سعيد أحمد بن عيسى الخراز، قال: حدّثنا عتيق بن محمد الوراق، قال: حدّثنا محمد بن سمار، قال: حدّثنا عمرو بن مسعدة، قال: سمعت حكاما - يعني الرازي يقول: كان نزولنا مع محمد بن بشر المازني في البلد الثعر. قال: فكنا نيام وهو قائم، ونفطر وهو صائم، ونأكل وهو جائع، ونشرب وهو ظمآن، قال: فكان على هذه الحال دهره، وكان ينزل أعلى الدار، ونحن أسفل الدار قال: فكان يصلي من الليل ما شاء اللّه أن يصلي، ثم يشرف علينا فيقول: يا من يصيرون إلى التراب، ما هكذا فعل من أيقن بالثواب، ثم يعود إلى صلاته فيصلي ما شاء اللّه أن يصلي، ثم يشرف علينا فيقول: يا من يصيرون إلى الديان انتبهوا من رقدة الوسنان، ثم قال: يعود إلى صلاته فيصلي ما شاء أن يصلي ثم يشرف علينا فيقول: ألا فتى يسمع ما أقول، فيحسن الخدمة للمأمول، قال: ثم يعود إلى صلاته فيصلي ما شاء اللّه أن يصلي، ثم يشرف علينا ثم يقول: ألا فتى يهوى لقاء حبيبه، أذابه الشوق على تعذيبه، قال: ثم يعود إلى صلاته، ثم يشرف علينا فيقول: [البسيط]

  طال اشتياقي وطالت في الدجى فكري ... والليل ماض وما أقضي به وطري

  أنت العالم ما أحب البقاء في هذه الدار، فانقلني إلى حفرتي ثم يأخذ في البكاء، فما يزال يبكي إلى الصبح.

  ٩٢٢ - وبه: قال: أخبرنا عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي بقراءتي عليه، قال: حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد جعفر بن حيان، قال: أخبرنا روح قال: سألت راهبا قلت بم يستعين العبد على قيام الليل؟ قال: بذكره طول الوقوف بين يدي خالقه في يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون، ثم بكى، فقلت له: مم بكيت؟ قال: ذكرت ذلتي وغربتي وضعف بدني، وما قد حملت على ظهري من