الحديث العاشر في الصلاة وفضل التهجد وما يتصل بذلك
  أبو العباس، قال: سألت عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن قول اللّه تعالى: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ}[آل عمران: ١٧] فقال: حدّثني سليمان بن موسى، قال: حدّثني نافع أن ابن عمر كان يحيي الليل صلاة ثم يقال: يا نافع أسحرنا؟ فأقول لا، فيعود إلى صلاته، فإذا قلت نعم قعد يستغفر اللّه ويدعو حتى يصبح.
  ٩٢٨ - وبه: قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في الطريفي، قال حدّثنا محمد(١) بن أحمد الإسقاطي، قال: حدّثنا محمد بن هارون بن مجمع، قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم إمام مسجد طلق باستراباذ، قال: حدّثنا سعدويه بن سعيد الجرجاني، قال: قال رسول اللّه ÷: «أشراف أمتي حملة القرآن وقوام الليل»(٢).
  ٩٢٩ - وبه: قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال: أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدّثنا عازم أبو النعمان، قال: حدّثنا حماد بن زيد عن عطاء بن السائب عن مرة عن عبد اللّه أنه قال: أيها الناس عليكم بالصدق فإنه يقرب إلى البر، وإن البر يقرب إلى الجنة، وإياكم والكذب فإنه يقرب إلى الفجور وإن الفجور يقرب إلى النار، إنه يقال للصادق صدق وبر، وللكاذب كذب وفجر، ألا وإن للملك لمة وللشيطان لمة، فلمة الملك إيعاد بالخير، ولمة الشيطان إيعاد بالشر، فمن وجد لمة الملك فليحمد اللّه، ومن وجد لمة الشيطان فليتعوذ من ذلك، فإن اللّه ø يقول:
  {الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ}[البقرة: ٢٦٨] الآية. قال: ألا إن اللّه تعالى يضحك إلى رجلين:
  رجل قام في ليلة باردة من فراشه ولحافه ودثاره، فتوضأ ثم قام إلى الصلاة، فيقول اللّه لملائكته: ما حمل عبدي هذا على ما صنع؟ فيقولون: ربنا رجاء ما عندك وشفقة مما عندك، فيقول: فإني قد أعطيته ما رجى وأمنته مما خاف. ورجل كان في فئة فانكشفت فتنة فعلم ما له في القرآن وعلم ما له عند اللّه، فقاتل حتى قتل، فيقول اللّه لملائكته: ما حمل عبدي هذا على ما صنع؟ فيقولون: ربنا رجاء ما عندك وشفقة مما عندك، فيقول:
  فإني أشهدكم أني قد أعطيته ما رجى وأمنته مما خاف، أو كلمة شبيهة بها.
  ٩٣٠ - وبه: قال أخبرنا أبو بكر قال: أخبرنا سليمان، قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدّثنا عازم، قال: حدّثنا حماد بن زيد، قال: حدّثنا علي بن زيد عن الحسن: أن زيادا استعمل كلاب بن أمية الليثي على الأبلة، فمر به عثمان بن أبي العاص، فقال يا أبا هارون: ما يجلسك هاهنا؟ فقال: بعثني هذا على الأبلة، فقال: ألا
(١) في نسخة أحمد بن محمد.
(٢) أخرجه مسلم (٧٥٨، ١٧٠، ١٧٢).