الأمالي الكبرى (الخميسية)،

يحيى بن الحسين الشجري (المتوفى: 479 هـ)

الحديث العاشر في الصلاة وفضل التهجد وما يتصل بذلك

صفحة 288 - الجزء 1

  ولو كان بيني وبينهم مسيرة شهر لملئ مني رعبا. وأحلت لي الغنائم كلها، وكان من قبلي يعظمون أكلها كانوا يحرقونها. وجعلت لي الأرض مساجد وطهورا، أينما أدركتني الصلاة تمسحت وصليت، وكان من قبلي يعظمون ذلك، إنما كانوا يصلون في كنائسهم وبيعهم. والخامسة هي ما هي، قيل سل فإن كل نبي سأل، فأخرت مسألتي إلى يوم القيامة، فهي لكم ولمن شهد أن لا إله إلا اللّه».

  ٩٩٥ - وبه: قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن الذكواني قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن أحمد بن علي المعروف بابن قولون التاجر قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف بن خالد الهيتجاني، قال: حدّثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: حدّثنا عبد اللّه بن مسلمة، قال: حدّثنا أبو محمد العبدي، قال: حدّثنا محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان الثوري، قال:

  دخلت على بنت أم حسان الأسدية وفي جبهتها مثل ركبة العنز من أثر السجود وليس به خفاء، فقلت لها: يا بنت أم حسان: ألا تأتين بن شهاب بن عبد اللّه رفعت إليه رفعة لعله أن يعطيك من زكاة ماله ما تغيرين به بعض الحالة التي أراها بك، فدعت بعجر لها فاعتجرت به فقالت يا سفيان: قد كان لك في قلبي رجحان كثير أو كبير، وقد ذهب اللّه برجحانك من قلبي، يا سفيان: تأمرني أن أسأل الدنيا ممن لا يملكها، واللّه إني لأستحي أن أسأله الدنيا وهو يملكها، قال سفيان: إن كانت إذا جن عليها الليل دخلت محرابا لها فأغلقت عليها، ثم نادت إلهي خلا كل حبيب بحبيبه. وأنا خالية بك يا محبوب، فما كان من سجن تسجن به من عصاك إلا جهنم ولا عذاب إلا النار. قال سفيان: فدخلت إليها بعد ثلاث فإذا الجوع قد أثر في وجهها، فقلت لها يا بنت أم حسان: إنك لم تؤتي أكثر مما أوتي موسى والخضر إذ أتيا أهل قرية استطعما أهلها، فقالت يا سفيان: قل الحمد للّه، فقلت: الحمد للّه، فقالت: اعترفت له بالشكر؟ قلت: نعم، قالت: وجب لك من معرفة الشكر شكر، وبمعرفة الشكرين شكر ولا ينقضي أبدا. قال سفيان: فقصر واللّه علمي ولساني وما أقوم بشكر كل ما اعترفت له بنعمة وجب علي بمعرفة النعمة شكر وبمعرفة الشكرين شكر، فوليت وأنا أريد الخروج، فقالت: يا سفيان: كفى بالمرء جهلا أن يعجز بعلمه، وكفى بالمرء علما أن يخشى اللّه ø، إنه لن ينقي القلوب من الردي حتى تكون الهموم كلها في اللّه هم واحدا، قال سفيان: فصغرت واللّه في نفسي.

  ٩٩٦ - وبه: قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال: حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن حيان إملاء في يوم الخميس سنة سبع وستين وثلاثمائة، قال: حدّثنا أبو بكر الفريابي، قال: حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن عمار، قال: حدّثنا المعافى بن عمران عن مسعد بن كرام، قال سمعت