[الحديث الثامن عشر] في صوم رجب وفضله وما يتصل بذلك
  ووجبت لك محبتي وولايتي، أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت من ذنوبه ما تقدم وما تأخر.
  ومن صام من رجب أربعة أيام عوفي من البلايا كلها من الجذام والبرص وفتنة المسيح الدجال، وأجير من عذاب القبر، وكتب مثل أجور أولي الألباب الأوابين التوابين، وأعطي كتابه بيمينه في أوائل العابدين. ومن صام من رجب خمسة أيام كان حقا على اللّه ø أن يرضيه يوم القيامة، وبعث يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر، وكتب له عدد رمل عالج حسنات وأدخل الجنة بغير حساب، ويقال له: تمن على ربك ما شئت. ومن صام من رجب ستة أيام خرج من قبره ولوجهه نور يتلألأ أشد بياضا من نور الشمس، وأعطي له سوى ذلك نورا يستضيء له أهل الجمع يوم القيامة، وبعث من الآمنين حتى يمر على الصراط بغير حساب، ويعافى من عقوق الوالدين وقطيعة الرحم ويقبل اللّه تعالى عليه بوجهه يوم القيامة.
  ومن صام من رجب سبعة أيام فإن لجهنم سبعة أبواب يغلق اللّه عنه بصوم كل يوم بابا من أبوابها وحرم اللّه جسده على النار. ومن صام من رجب ثمانية أيام فإن للجنة ثمانية أبواب يفتح اللّه له بصوم كل يوم بابا من أبوابها، وقيل له ادخل من أي أبواب الجنة شئت. ومن صام من رجب تسعة أيام خرج من قبره وهو ينادي لا إله إلا اللّه ولا يصرف وجهه دون الجنة، وخرج من قبره ووجهه نور يتلألأ يشرق لأهل الجنة حتى يقولوا هذا نبي مصطفى، فإن أدنى ما يعطى أن يدخل الجنة بغير حساب.
  ومن صام من رجب عشرة أيام جعل اللّه له جناحين أخضرين منفوطين بالدر والياقوت يطير بهما على الصراط كالبرق الخاطف إلى الجنان، وبدل اللّه سيئاته حسنات، وكتبه اللّه من المقربين القوامين للّه بالقسط، وكأنما عبد اللّه ألف عام قائما محتسبا. ومن صام من رجب إحدى عشر يوما لم يواف عبد يوم القيامة أفضل منه إلا من صام مثله أو زاد عليه، ومن صام من رجب اثني عشر يوما كسي يوم القيامة حلتين خضراوين من سندس وإستبرق لو أدنيت حلة منهما إلى الدنيا لأضاء ما بين المشرق والمغرب شرقها وغربها، ولصارت الدنيا أطيب من ريح المسك.
  ومن صام من رجب ثلاثة عشر يوما وضعت له يوم القيامة مائدة من ياقوت أخضر في ظل العرش قوائمها من درة أوسع من الدنيا سبعين مرة، عليها صحائف الدر والياقوت، في كل صحفة سبعون ألف لون من الطعام لا يشبه اللون اللون ولا الريح الريح، فيأكل منها والناس في شدة شديدة وكرب عظيم. ومن صام من رجب أربع عشر يوما أعطاه اللّه من الثواب ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من قصر الجنان التي بنيت بالدر والياقوت.
  ومن صام من رجب خمسة عشر يوما وقف به موقف الآمنين ولا يمر به ملك ولا رسول ولا نبي إلا قالوا طوبى لك أنت من مقرب مغبوط مجبور ساكن للجنان. ومن