الحديث الأول في الإيمان وكلمة التوحيد وصفة المؤمن وحرمته وما يتصل بذلك
  المكي. قال: سمعت ابن أبي مليكة يقول: توفيت امرأة أبان بن عثمان فحضرها الناس فكنت فيمن حضرها، وكنت بين ابن عباس وابن عمر، قال: فبكى النساء، فقال ابن عمر: ألا تنه هؤلاء عن البكاء فإن رسول اللّه ÷ قال: إن الميت يعذب ببكاء بعض أهله عليه، فقال ابن عباس: عند ذلك دخلت على عمر صبيحة طعن ورأسه في حجر صهيب وهو يقول: وا أخياه وا مصيبتاه، فأفاق فقال: يا ابن أخي لا تبك عليّ فإن رسول اللّه ÷ قال: إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه، فخرجت من عنده فدخلت على عائشة فذكرت ذلك لها فقالت: رحم اللّه عمر، لقد حدث من غير مكذب ولا متهم، ولكن السمع يخطئ، ما قال رسول اللّه ÷: إن المؤمن يضره ما فعل الناس بعده، فإن ذلك في كتاب اللّه تعالى: {وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى}[الأنعام: ١٦٤]، ولكنه قال: إن الكافر ليعذب بخطيئته وجرمه وإنهم ليبكون عليه، أو قال: إنه ليزداد ببكاء أهله عليه عذابا.
  ١٧٩ - وبه: قال: أخبرنا ابن ريذة. قال: أخبرنا الطبراني. قال: حدّثنا أبو مسلم الكشي ويوسف القاضي وعثمان بن عمر الضبي وأحمد بن سعيد العبدي البصري.
  قالوا: حدّثنا عمر بن مرزوق. قال: أخبرنا عمران القطان عن قتادة عن عبد ربه، عن أبي عياض عن عبد اللّه عن النبي ÷ قال: «إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه وإن رسول اللّه ÷ ضرب لهن مثلا كرجل كان بأرض فلاة فحضر صنيع القوم فجعل الرجل يجيء بالعود حتى جمعوا من ذلك سوادا وأججوا نارا فأنضجوا ما فيها».
  ١٨٠ - وبه: قال: أخبرنا أبو القاسم الأرجي. قال: حدّثنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه الهمذاني بمكة. قال: حدّثنا محمد أو عمر - أنا أشك - ابن علي بن مأمون. قال:
  قال أحمد بن عطاء: عظمت المصيبة على من جهل ربه ومن اتهمه في اختياره لعبده.