الأمالي الكبرى (الخميسية)،

يحيى بن الحسين الشجري (المتوفى: 479 هـ)

[الحديث الخامس والعشرون] في ذم الاقتصار على الدنيا وجمع المال وما يتصل بذلك

صفحة 224 - الجزء 2

  حدّثني أبي جعفر بن محمد، قال: حدّثني أبي محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين، عن أبيه علي بن أبي طالب $، قال: قال رسول اللّه ÷: «إنما ابن آدم ليومه، فمن أصبح آمنا في سربه معافى في جسمه، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا».

  ٢٢١٥ - وبه: قال: أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن عمر بن عبد اللّه بن رستة بن المهيار البغدادي نزيل أصفهان بقراءتي عليه بها، قال: حدّثنا الحسن بن أحمد بن محمد بن أبي زيد الشلاثاني بالبصرة، قال: حدّثنا علي بن أحمد يعني ابن بسطام، قال:

  حدّثنا موسى بن إسحاق القاضي، قال: حدّثنا الحسن بن محمد الأسدي، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني يمان بن حذيفة، عن علي بن أبي حفص عن أبيه عن علي بن أبي طالب # أن رسول اللّه ÷، قال: «إن أشد ما أتخوف عليكم خصلتان: أما أحدهما فاتباع الهوى، وأما الأخرى فطول الأمل، فأما اتباع الهوى فإنه يعدل عن الحق، ومن عدل عن الحق فهو صاحب هوى، وأما طول الأمل فإنه حب الدنيا، ثم قال ÷: إن اللّه تعالى يعطي الدنيا من يحب ويبغض، فإذا أحب عبده أعطاه الإيمان، ألا إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، والآخرة قد ارتحلت مقبلة إلى هاهنا ذكره».

  ٢٢١٦ - وبه: قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن حبان، قال: حدّثنا أبو القاسم عيسى بن سليمان البغدادي، قال: حدّثنا داود بن رشيد، قال: حدّثنا وهب بن راشد، قال: حدّثني ثابت عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه ÷: «من أصبح حزينا على الدنيا أصبح ساخطا على ربه ø، ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فإنما شكا اللّه ø، ومن تواضع لغني لينال فضل ما في يده أحبط اللّه عمله، ومن أعطي القرآن فدخل النار فأبعده اللّه».

  ٢٢١٧ - وبه: قال: أخبرنا الشريفان أبو محمد الحسين وأبو طاهر إبراهيم ابنا الشريف الجليل أبي الحسن محمد بن عمر بن يحيى الحسيني الزيدي الكوفي، قالا:

  حدّثنا أبو المفضل محمد بن عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب الشيباني قراءة عليه، قال: حدّثنا محمد بن جعفر بن الزرار، قال: حدّثنا أيوب بن نوح بن دراج، قال: أخبرنا بشار بن ذراع عن أخيه بشار عن حمران، عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد اللّه، قال: بينهما أمير المؤمنين علي # في جماعة من أصحابه أنا فيهم إذ ذكروا الدنيا وتصرمها بأهلها، فذمها رجل فذهب في ذمها كل مذهب، فقال له أمير المؤمنين #: أيها الذام للدنيا أنت المجترم عليها أم هي المجترمة عليك؟ فقال: بل أنا المجترم عليها يا أمير المؤمنين، قال: فيم تذمها، أليست منزل صدق لمن صدقها، ودار غنى لمن تزود منها، ودار عاقبة لمن فهم عنها؟