الأمالي الكبرى (الخميسية)،

يحيى بن الحسين الشجري (المتوفى: 479 هـ)

[الحديث الخامس والعشرون] في ذم الاقتصار على الدنيا وجمع المال وما يتصل بذلك

صفحة 240 - الجزء 2

  أرى المرء مهما لم يمت فهو ذائق ... فراق الأخلاء الذي هو أوجع

  فيشفي غليل النفس قبل فراقه ... وما النفس إلا ظاعن ومشبع

  وما العمر إلا هجرة وتواصل ... ولا إياس في الحياة ومطمع

  وما تهب الدنيا لنا تسترده ... وتسترجع الأحداث ما المرء مودع

  وما الدهر إلا للخلائق والد ... فما باله من لحمهم ليس يشبع

  يحيف على الأبناء وهو أبوهم ... ويفجع بالآباء وهو المفجع

  ٢٢٨٠ - وبه: قال: أنشدنا محمد بن أحمد بن سهل بن بشران النحوي لنفسه بواسط ¦: [السريع]

  يا خاطب الدنيا أتخطب تركا ... قد آذنت تفراقها خطابها

  لا تخدعن ثغور عرس لم تزل ... مغتالة بغرورها أحبابها

  قرنت بطيب نعيمها أوصابها ... وبحلوها المعسول تمزج صابها

  ومتى تجد يوما بلذة وصلها ... طلبت بحد بينها أسبابها

  فإذا نظرت وجدت فتك ما ترى ... أللعالمين طعامها وشرابها

  ولذاك إنك إن ظفرت بمنية ... منها ارتقيت على المكان ذهابها

  ٢٢٨١ - وبه: قال: أنشدنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد اللّه بن طاهر الطبري إمام الشافعية، قال: أنشدنا أبو الفرج المعافى بن زكريا بن طرازة لنفسه: [الوافر]

  أأقتبس الضياء من الضباب ... وألتمس الشراب من السراب

  أريد من الزمان النذل بذلا ... وأريا من جنى سلع وصاب

  أرجى أن ألاقي لاشتياقي ... سراة الناس في زمن الكلاب