الأمالي الكبرى (الخميسية)،

يحيى بن الحسين الشجري (المتوفى: 479 هـ)

[الحديث التاسع والعشرون] في مدح القناعة والاجتزاء باليسير وما يتصل بذلك

صفحة 294 - الجزء 2

  محمد ÷ شهرا قط من خبز الشعير، ولا شبعوا ثلاثة أيام تباعا من خبز البر، ولا رفعت من قدام رسول اللّه ÷ كسرة خبز فضلا عن الشبع، ولا فضل عنهم التمر حتى فتحت قريظة.

  ٢٥٠٣ - وبه: قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن حبان، قال: حدّثنا إبراهيم بن الحارث، قال: حدّثنا هدية، قال: حدّثنا أبان عن قتادة، قال: حدّثنا هلال بن حصين أخو بني مرة، عن أبي سعيد الخدري قال: أعوزنا حتى لم نجد شيئا، فقالت امرأتي: لو أتيت رسول اللّه ÷ فسألته، فقال: فكان أول ما واجهني به قال: «من استعف أعفه اللّه، ومن استغنى أغناه اللّه، ومن سألنا لم ندخر عنه شيئا وجدناه». قال: فرجعت إلى نفسي، فقلت لأستعفن ليعفني اللّه، ولأستغنين ليغنيني اللّه، قال: فما رجعت إلى رسول اللّه ÷ أسأل حاجة حتى لحق باللّه، ثم إن الدنيا مالت علينا حتى كادت تغرقنا إلا ما شاء اللّه.

  ٢٥٠٤ - وبه: قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد الواعظ المقري المعروف بابن العلاف بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا حسين بن محمد، قال: حدّثنا شريك بن المغيرة - وهو عثمان بن المغيرة - عن زيد بن وهب، قال: قدم على علي # وفد من أهل البصرة منهم رجل من رؤوس الخوارج يقال له الجعد بن نجعة، فخطب الناس فحمد اللّه تعالى وأثنى عليه، وقال يا علي: اتق اللّه فإنك ميت وقد علمت سبيل المحسن يعني بالمحسن - عمر - ثم قال: إنك ميت، فقال علي #: كلا والذي نفسي بيده بل مقتول قتلا ضربة على هذا تخضب هذه، قضاء مقضي، وعهد معهود، وقد خاب من افترى، ثم عاتبه في لبوسه، قال: ما يمنعك أن تلبس؟ قال مالك وللبوسي؟ إن لبوسي هذه أبعد من الكبر وأجدر أن يقتدي بي المسلم.

  ٢٥٠٥ - وبه: قال: أخبرنا القاضي علي بن المحسن بن علي التنوخي قراءة عليه، قال: حدّثنا أبو عبد اللّه الحسن بن محمد بن عبيد الدقاق العسكري، قال: حدّثنا محمد بن عثمان، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا عمر بن سعيد، قال: حدّثنا سفيان عن أبي شيبان عن عبد اللّه بن أبي الهذيل عن أبي العبيد قال: كنا نقول إذا بخلوا عليك المفلطحة - يعني الدراهم الصحاح - فخذ رغيفك ورد التمر وأمسك على دينك.

  ٢٥٠٦ - وبإسناده قال: حدّثنا سفيان عن أبي عثمان بن جديم قال: كان يقال دعوهم وصمغة الأرض، وكلوا من كسرتكم، واشربوا من ماء قراحكم، فإنهم إن استطاعوا كفروكم وأذلوكم، وقال: صمغة الأرض، الذهب والفضة.