[الحديث الثلاثون] في الغيبة وذم أهلها وما يتصل بذلك
  علي بن قرين، قال: حدّثنا أبو داود سليمان مولى بني هاشم، عن غالب القطان، عن بكر بن عبد اللّه المزني قال: احملوا إخوانكم على ما كان فيهم كما تحبون أن يحملوكم على ما كان فيكم، وليس كل من رأيت منه سقطة أو ذلة وقع من عينك، فأنت أولى من يرى ذلك منه، فإن كان فيك صلات فلا تعجبن بها، فلعل صاحب المعصفرة والشعر السكيني ينال من النبيذ أحيانا، أوفى للعهد منك إن كان فيك وفاء للعهد فلا تعجبن به، فلعل الذي تمقته في بعض حالاته أوصل للرحم منك، وإن كان فيك صلة للرحم فلا تعجبن بها، فلعل الذي تمقته في بعض حالاته أكثر صوما منك، وإذا رأيت من هو أكبر منك سنا فقل هذا خير مني، صام وصلّى وعبد اللّه ø قبلي، وإذا رأيت من هو أصغر منك، فقل هذا خير مني أحدث مني سنا، وأقل ذنوبا، وإذا رأيت من هو أقل منك مالا، فقل هذا خير مني، زويت عنه الدنيا خيارا ونظرا له وأعطيتها لشقائي إلا أن يرحمني ربي، وإذا رأيت الناس أكرموك ورأوا لك حقا فقل هذا تفضلا للّه منهم عليّ، وإذا رأيتهم استخفوا بك، فقل هذا بخطيئتي وذنبي، واتخذ أكبر المسلمين لك أبا وأوسطهم لك أخا وأصغرهم لك ابنا، أيسرك أن تضرب الطفل الصغير، أو تظلم الشيخ الكبير؟ ولتشغلك ذنوبك عن ذنوب العباد، وتدأب أيام الحياة في التوبة والاستغفار، ولتشتغل بما أنعم اللّه به عليك عما أنعم اللّه به على العباد، وتدأب أيام الحياة في الشكر، ولا تنظروا في ذنوب الناس كالأرباب، وانظروا في ذنوبكم كالعبيد، ولا تعاهد القذاة في عين أخيك، وتدع الجذع في عينك معترضا، واللّه ما عدلت.