[الحديث الثاني والثلاثون] في ذكر الرياء وشر عاقبته وما يتصل بذلك
  قال: حدّثنا أبو عمر بن حكيم، قال: حدّثنا عثمان بن جرزاذ قال: حدّثنا إبراهيم بن زياد، قال: حدّثنا عباد بن عباد عن يونس بن عبيد عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة، وأظنه رفعه - شك يونس - قال ثلاثة يهلكون عند الحساب: جواد، وشجاع، وعالم أو عابد، يؤتى بالجواد فيقال له: ما صنعت؟ فيقول: يا رب أعطيتني مالا فوصلت الرحم، وصنعت المعروف ابتغاء وجهك، فيقال: كذبت، ولكن فعلت ليقال إنك جواد أو كمال قال، فقد قيل فيهلك، ويؤتى بالشجاع فيقال له: ما صنعت؟ فيقول: يا رب قد جاهدت في سبيلك، وقاتلت عدوك ابتغاء وجهك، فيقال كذبت ولكن فعلت ليقال إنك شجاع، وقد قيل، ويؤتى بالعالم فيقال: ما صنعت؟ فيقول: يا رب آتيتني علما فعلمت عبادك، وأفشيت علمي ابتغاء وجهك، فيقال: كذبت، ولكن فعلت ليقال إنك عالم فقد قيل ذاك، فيهلك.
  ٢٥٤٧ - وبه: قال: أخبرنا الشيخ أبو الفتح المحسن بن الحسين بن أحمد النيسابوري بقراءتي عليه، قال: أخبرنا الشريف أبو الحسن محمد بن المظفر بن محمد العلوي الحسني، قال: سمعت محمد بن الحسين الصوفي يقول: سمعت محمد بن عبد اللّه الرازي يقول: سمعت أبا عثمان سعيد بن إسماعيل يقول: أيها المتصنع إلى الناس فهلا وفولا، صانع وجها واحدا يقبل عليك بالوجوه كلها.
  ٢٥٤٨ - وبه: قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن علي بن حمدان بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو القاسم زيد بن رفاعة الهاشمي البغدادي، قال: سمعت أبا بكر الشبلي ينشد في جامع المدينة والناس حوله: [الطويل]
  وكم كذبة لي فيك لا أستقبلها ... بقولي لمن ألقاه إني صالح
  وأي صلاح بي وجسمي ناحل ... وقلبي مشغول ودمعي سافح
  ٢٥٤٩ - وبه: قال: أخبرنا أبو طاهر بن حمدان بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الحسن البخاري، قال: حدّثنا أبو صخرة، قال: حدّثنا صعصعة بن الحسين، قال: حدّثني محمد بن عبد اللّه الجهني، قال: سمعت يحيى بن أكثم يقول:
  سمعت أبا معاوية يقول: سمعت الأعمش يقول: لأن يدخل بيتي شيطان أحب إليّ من أن يدخل صوفي، قال الجهني: فقدمت الري فحدثت به محمد بن مسلم بن داراه الرازي فأنشدني: [الرجز]
  لا تصحبن عصابة ... حلقوا الشوارب للطمع
  بينا تراه مصليا
  فإذا بصرت به ركع ... يدعو وكل دعائه
  ما للفريسة ما يقع
  قال الجهني: فقدمت البصرة فحدثت به عباس بن الفرح الرياشي فأنشدني: [الرجز]
  ولا يغرنك من ... حلق شعر السنبلة
  فإنها مصيدة ... لمال كل أرمله